معاناة أهالي قرية السخنة

 

طالب المقبالي

لم أزر هذه القرية من قبل، بل لم أسمع بها من قبل، ولكن عندما يلجأ إليك أصحاب القرية للكتابة عن معاناتهم وعن التعب والمشقة التي يكابدها الأهالي في حياتهم اليومية فإنّ الكلمة تأبي أن تبقى حبيسة القلم، وتأبى المشاعر أن تبقى حبيسة مكظومة في داخل النفس.

أهالي قرية السخنة بولاية بدبد لا يطالبون ببناء القصور الفارهة وناطحات السحاب، وبناء المراكز التجارية والمولات، وبناء المطارات وسكك الحديد، وإنما يطالبون بشرب جرعة ماء نظيفة، ويطالبون بشبكة هاتف كي يتواصلوا مع العالم لطلب النجدة والإسعاف إن مرض لديهم مريض، أو تعرضوا لمحنة من محن الحياة لا قدر الله، ويطالبون برصف الطريق الموصل إلى قريتهم كي يتخلصوا من وعورة هذا الطريق.

فمعاناة أهالي بلدة السخنة ليس بموضوع جديد أو وليد اليوم والأمس، بل هو موضوع مضى عليه سنوات طوال.

فقد كان الأهالي يطالبون بشق الطريق إلى هذه القرية منذ ثمانينيات القرن الماضي، كي يسهل للمركبات الوصول إلى القرية، وكان حلم أهالي هذه القرية بأن تشرق عليهم شمس النهضة المباركة بوصول الخدمات الضرورية والأساسية أسوة بالقرى العمانية التي نالت النصيب الوافر من معطيات ثمار النهضة المباركة.

وقد توالت مطالبات الأهالي لبعض الخدمات الضرورية من خلال التواصل مع الجهات المعنية، ونشر معاناتهم عبر الصحف المحلية، وقد تمثلت مطالباتهم في رصف الطريق الموصل إلى قرية السخنة والذي يبعد ستة كليو مترات فقط عن الطريق، فهذا المشروع يعد الحلم الأول الذي ينتظره الأهالي منذ عقود.

كما يطالب الأهالي بإنشاء محطة إرسال هاتفي في القرية من أجل التواصل مع العالم، حيث توجد مخاطبات رسمية في هذا الشأن، وهناك موافقة من قبل هيئة تنظيم الاتصالات بإنشاء المحطة، فالهيئة قامت بمخاطبة وزارة الإسكان بتاريخ ١٩/٩/٢٠١٨ بالرسالة رقم 6668/2018 بتخصيص الأرض وتسجيلها باسم الهيئة.

إلا أنّ الموضوع لم يتم حتى الآن حسب إفادة الأهالي، ولا أدري ما الذي يؤخر الإجراءات في وزارة الإسكان للبت بصفة عاجلة في مثل هذه الأمور رغم أهميتها، ورغم كون المحطة متنفس للتواصل الخارجي، وأعني به الخارجي عن محيط القرية، حيت لا يوجد إرسال إلا بعد الخروج من القرية لعدة كيلو مترات من أجل إيجاد شبكة للاتصال في حال الطوارئ.

أمّا المطلب الثالث فهو مياه الشرب، والماء شريان الحياة، فقد كان سكان القرية في الماضي يشربون من مياه الفلج، ومع مرور الزمن وشح الأمطار التي تغذي هذا الفلج جفت مياه الفلج، مما أضطر الأهالي أن يعتمدوا في حياتهم على الشرب من البئر العامة وهي مياه غير صالحة للاستهلاك الآدمي بشهادة من الجهات المعنية، في حين قامت الهيئة العامة للكهرباء والمياه مشكورة بتوفير مياه الشرب عن طريق صهريج نقل المياه بواقع (600) جالون لكل بيت في الأسبوع، وهذا لا يكفي خاصة أنّ بعض الأهالي يمتلكون ثروة حيوانية وهي بحاجة إلى المياه، فالأهالي منذ عام 2018 يطالبون بحفر بئر للشرب خاص لسكان القرية من أجل تعويض النقص في المياه.

كما يطالب الأهالي يطالب الأهالي وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بتوفير المياه لمسجد السخنة، حيث تمضي أيام وأسابيع والمسجد بدون مياه للوضوء.

إنّ ما يطمح إليه أهالي قرية السخنة هو طريق مرصوف يربطهم بما يحيطهم ويسهل ممارسة حياتهم اليومية، ومحطة إرسال ليكونوا على تواصل بالعالم الخارجي، ومياه نظيفة تروى ظمأهم وتمكنهم من الاستمرار في مواصلة حياتهم اليومية.