أوروبا تبتسم لـ"صلاح"

حسين بن علي الغافري

انتهتْ قِمة نهائي دوري أبطال أوروبا بين ليفربول ومواطنه الإنجليزي الآخر نادي توتنهام. مباراة بدأت بملامح أولية عن عزيمة الريدز في تحقيق ما عجز عنه العام الماضي، وما عجز عنه يورجن كلوب في مناسبتين مع بروسيا دورتيموند وليفربول. وبطبيعة النهائيات لا تعترف بالتوقعات والقراءات المسبقة، المباراة بعد انطلاقها تدخل في تعرُّجات عديدة ينبغي التفاعل معها لحظة بلحظة. ليفربول أزاح حِملًا ثقيلًا عن أكتاف نجومه بعد ترجمة الفرعون المصري محمد صلاح لركلة الجزاء في الدقيقة الثانية. الهدف غيَّر شكل اللقاء ووضع ليفربول في هدوء وراحة، بينما لم يستوعب السبيرز ما حدث واتسمت كل محاولاتهم بنوع من الاستعجال.

عشنا هذا الموسم واحدًا من بين أصعب المواسم قراءة وإثارة في آن واحد بالبطولة الأوروبية الكبرى للأندية، بطولة خالفت كل التوقعات وكثر فيها ما يسمى بـ"الريمونتادا" أو قلب التأخر في لقاء الذهاب، بطولة كانت غنية باللحظات المتقلبة والأجواء الساخنة، ولعل وصول ليفربول مع توتنهام دلالة واضحة على جدية التنافس وصعوبته، فليفربول كما نعلم عاد من بعيد جدًّا في نصف النهائي وأقصى برشلونة برباعية بعد تأخره بثلاثة.. توتنهام عاد كذلك في آخر اللحظات أمام أياكس. ويُمكن القول إنَّ الكرة أنصفت موسم الفريقين بتواجدهما في النهائي، وأنصفت الليفر الذي استحق الفوز بعد موسم مثير جدًّا نافس فيه على لقب الدوري المحلي حتى أنفاسه الأخيرة، وقدم صلاح وزملاؤه تنافسية عالية محليًّا وعلى مستوى البطولة الأوروبية. الريدز عرف كيف يفوز كما ذكرنا لإمتلاكه مجموعة مميزة بدء من الحارس وانتهاء بخط المقدمة أضف إليهم دكة بدلاء ممتازة على مستوى عالي من الجاهزية.

ومع تتويج الريدز باللقب السادس في تاريخه بعد نهائي عام 2007 الذي قلب في تأخره بثلاثية إلى فوز بركلات الترجيح، نسعد كلنا كعرب بتتويج الفرعون المصري محمد صلاح بأول ألقابه الأوروبية وهي خير عودة بعد إصابته العام الماضي في نهائي ذات البطولة أمام ريال مدريد، صلاح يعيش أفضل لحظاته الكروية بالتتويج الكبير بعد موسمين كبيرين مع ليفربول استمر هدافاً للبطولة المحلية منذ انتقاله من روما قبل موسمين، وهدافًا لفريقه في دوري الأبطال لهذا العام. محمد صلاح فعلاً فخر لكل العرب بما يقدمه والمتعة اللافتة التي نعيشها أسبوعيًّا معه ومع ليفربول، وهذه دلالة واضحة على جودة المواهب العربية متى ما وجدت حاضنات احترافية بإمكانيات تطويرية. فرحتنا لصلاح لا تقل عن فرحته هو بذاته، ولا فرحة إخوانه في أم الدنيا، محمد صلاح نجمنا كذلك ونؤازه في تمثيله لكل العرب في البطولة الإنجليزية وناديه ليفربول.