العنف في الدراما الخليجية.. مشاهد تناقض حقيقة الواقع المجتمعي

الرؤية - عيسى الشامسي

تتنوَّع صُنوف الدِّراما الخليجية المعروضة خلال شهر رمضان لهذا العام؛ حيث تمَّ عرض العديد من الأعمال الفنية ومن بينها مسلسسلات عمانية؛ مثل: "سدرة" -وهي دراما اجتماعية من تأليف نعيم نور، وبطولة الفنان سعد الفرج وسعيد قريش وإلهام الرشيدي وصالح زعل وشمعة محمد وأمينة القفاص وفارس البلوشي وإخراج يوسف البلوشي- وهو مسلسل يتعرض لعدة قضايا اجتماعية من خلال قصة فتاة معاقة في سن مبكرة تُعاني من عدة صعوبات في حياتها، تتركها أسرتها في دار لرعاية المعاقين، ثم تلتقي برجل مسن رماه أبناءه في دار رعاية المسنين.

إلى جانب المسلسل العماني "انكسار الصمت" -من تأليف نوال الحوطة، وإخراج أحمد فوزي، وبطولة انتصار الشراح وفخرية خميس وعبدالله الباروني وشمعة محمد- وهو دراما اجتماعية كذلك تتناول عدة قضايا داخل المجتمع العماني؛ مثل: الطلاق والمخدرات وزواج القصّر وحرية التعبير. لكنَّ الشاهد في هذين العملين ظُهور العنف في القضايا المطروحة الذي تارة يكُون عنفا مبررا، وتارة أخرى غير مبرر. وبات من الملاحظ تركيز الأعمال الدرامية الخليجية على مشاهد العنف؛ مما أثار المخاوف من انعكاس ذلك العنف على الواقع المعايش الذي يتسم بالاستقرار والسلام.

كما يبرز العنف في أعمال درامية أخرى؛ مثل: مسلسل "حدود الشر"، والعاصفة، وحضن الشوك، والعاصوف، وسوق الدماء، وكلها أعمال فنية خليجية يجري عرضها خلال رمضان. ويخشى مشاهدون ونقاد من أن يكون استخدام مشاهد العنف والثأر، عاملا مؤثرا على مشاعر وتصرفات المشاهد، لاسيما مع تكرار هذه المشاهد بكثرة تجعل السمة الغالبة لهذه الأعمال هي العنف؛ مما قد يؤثر سلبا على تقبل الجمهور لهذه الأعمال.

وانتشار مشاهد العنف كالقتل والجرائم وغيرها في الأعمال الدرامية مؤخرا، يتطلب جهدا كبيرا في إخراج العمل بالشكل المطلوب، لتفادي الإخفاق في إخراجه بصورة ملائمة، وهو ما يفرض على صناع العمل إنتاج مشاهد احترافية وباختيار دقيق للممثلين، في حين أنه إذا لم يتم تقديم العمل بالصورة الاحترافية ربما يتعرض العمل للانتقادات اللاذعة وخطر الفشل الجماهيري.

ويتداخل العنف أيضا مع قصص الحب والزواج في هذه الأعمال، فتتزايد مشاهد الضرب والقسوة على الأزواج أو الأبناء، فضلا عن مشاهد الطلاق في الأعمال الخليجية؛ مما قد يفرض صورة نمطية على المجتمع الخليجي. وعلى الرغم من ذلك، قد تكون هذه المشاهد مصدر قوة للعمل الدرامي في بعض الأحيان، غير أن البعض يرى ضرورة الحرص على عدم الإكثار منها وإظهار المجتمع الخليجي بصورة مُرضية لجميع الأطراف لتفادي الانتقادات المجتمعية، أو سوء الفهم الذي قد ينتج عن هذه الأعمال؛ فالبعض يحتاج لشرارة فقط لإشعال فتيل الفتنة والفرقة في المجتمعات.

ويرى البعض أنَّ الدراما العربية والخليجية تتأثر بالدراما الغربية، التي تتميز بتقدمها في المحتوى والإنتاج، ولكنْ هناك تباين في الوعي لدى المشاهدين في فهم الدراما؛ فقد يميل البعض نحو الدراما الغربية، ويتأثر بها، لكنه يجد صعوبة في تقبل واقع الحال في الأعمال الخليجية.

تعليق عبر الفيس بوك