الهبطات.. إحياء للتراث وإنعاش للتجارة

 

مع اقتراب عيد الفطر المُبارك يتجه الجميع نحو الأسواق والمراكز التجارية للتضبع وشراء مستلزماتهم والتجهيز لاستقبال العيد، إلا أننا في السلطنة نحرص على إحياء تقليد تراثي أصيل وهو "الهبطات".

وفي هذه الهبطات يجد كل متسوق ضالته كبيرة كانت أم صغيرة، ولذا يترقب الجميع في مختلف الولايات إقامة الهبطة في أقرب ولاية له، من أجل شراء احتياجات العيد. والهبطة موروث عماني يمزج بين الثقافة والاقتصاد، إذ يبدأ التجار في عرض مستلزمات العيد في الهبطات قبل هذه المناسبة بأيام، ومن المتعارف أنها تبدأ اعتباراً من الرابع والعشرين من شهر رمضان ولعدة أيام متواصلة حتى نهاية الشهر.

وعادة ما تشهد هبطات العيد إقبالا كبيراً خاصة في الفترات الصباحية؛ حيث تضم الهبطة سوقاً للأغنام والأبقار إلى جانب باعة متجولين أو يفترشون الأرض يعرضون لعب الأطفال وأغراض المنزل وكذلك الملابس والحُلي، وتظل الهبطة مظهرًا اقتصادياً يسهم في إنعاش الحركة التجارية بالولايات، ومصدر رزق للكثير من صغار التجار. وقد شهدت الهبطات خلال السنوات القليلة الماضية تطورًا في السلع المعروضة.

إن الحفاظ على هذه التقاليد الأصيلة يُعزز في النفس الشعور بالفخر بما يزخر به الوطن من مميزات ثقافية وحضارية ضاربة في عمق التاريخ، يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد بكل زهو وافتخار.

تعليق عبر الفيس بوك