حفلة تخرج

 

د. أسماء بنت غابش الخروصية

جميل أن نرى الطلبة في شتى مراحلهم الدراسية، وهم فرحين باجتهادهم ومثابرتهم  ومن بداية صفوف ما قبل المدرسة، ويصبح موضوع التخرج وحفل التخرج هاجس جميع الطلبة، والتنافس بينهم على المراكز الأولى، والتفوق والكل يريد أن يصل إلى القمة والنجاح.

إنها ظاهرة صحية طبيعية،، رغم وجود قلة ممن يسمون بالفئة المحبطة أو أعداء النجاح؛ يعتبرون النجاح هو استلام ورقة أو شهادة... ولكن عند الآخرين الإيجابيين ومن يدركون معناه المعنوي، هي تقول إنني قادر على الاجتياز قادر على الصمود وتحقيق المزيد من الطموح في مشوار يحتاج إلى صبر وعزم ونفس طويل.

وقفة تفاؤل:

عندما يقول لك طفل التمهيدي أو طفل ما قبل المدرسة، أنا باقي لي أيام على التخرج، هو لا يعي معنى الكلمة بمفهومها الكبير ...ولكن هو يقول لنا أنا سأضع قدماي على أول الطريق للنجاحات المتوالية وسأبدأ بلبس قبعة التخرج، هو رغم إدراكه واستيعابه البسيط لصغر سنه أهمية تلك القبعة إلا أنه يعتبرها هي التتويج للنجاحات. وأنها للحدث الأميز في مسار العلم والمعرفة.

بات يترقب:

طفل كعادته في ترقبه، بات يترقب بقلق وفرح ويطرح على نفسه وعلى أهله ألف سؤال وسؤال .... متى نخلص من المدرسة؟ متى نتخرج؟ متى نلبس الكاب أو القبعة؟ هو طفل بفطرته، ولكنه أعطى نفسه أو فتح لنفسه بابًا من الأمل لآفاق أرحب وأوسع وكل يوم يذكر الأهل بهذا الموضوع أو بهذه الفرحة .. افرحوا معي وستكتمل فرحتي بهداياكم لي غير المشروطة أي شيء يفرحني، هذا زمانهم والفرحة لهم.

العد التنازلي:

وما يزال هذا الطفل يصبح ويمسي، ومتى ما أخبر من المدرسة بموعد حفلة التخرج، أخذ يجهز نفسه لهذا الحدث...هنا لنرى معنى الأمل المنتظر بيوم غد مشرق، إذا الفرحة هي الفرحة مع الطفل أو حتى مع الكبير عندما يوقظ الطفل بداخلنا نتراقص فرحًا وكأننا هم عندما نراهم وكأنهم يمثلوننا ونحن صغارا ولكن بفارق التوقيت الزمني، وخصوصا عندما نفتح الذاكرة نجد ذكريات مضت تمثل نفس هذه الفرحة وطموح يتجدد بالتفاؤل. ولكن فرحتنا كانت غير لأن أدواتها ووسائلها كانت بسيطة ولكنها تبقى الفرحة هي الفرحة بالنجاح.

ذكريات فرحة زمان:

هناك الحدث بسيط بمواده ووسائله البسيطة، - ولكن تبقى هي فرحة نجاح – الآن الفرحة له لمساندة طموحه وآماله، بينما كنَّا في ذلك الزمن الجميل، الفرحة تتم للجميع طالما حضرت الشهادة بشرط أن تكون ليس فيها كعكا أحمر. وهم يأكلون الحلويات ويشربون -البارد- من بيبسي وعصائر وأنت من تقوم بتوزيعها على الحارة. أما إذا كانت الشهادة بها كان وأخواتها، ستكون المحناية هي من ستفرح بك وفي ظهرك كل جيل وله ثقافته. وتبقى هي فرحة نجاح.

النجاح يولد النجاح:

تبقى الفرحة بالنجاح هي الفرحة مع جميع أوجه  الاختلافات الزمانية والمكانية وفرق التوقيت ...وهنا النجاح يعني أنني أسير في المسار الصحيح للطموح. لكل الأعمار ولكل الأجيال

ويبقى النجاح هو الأيقونة التي نسعد بها وهو بوابة العبور إلى آفاق عالم آخر ...عالم جديد فيه الطموح يزداد، وشغف المحاولة يعطينا أملا وتفاؤلا ويبقى النجاح هو ولادة أو بداية لنجاح أكبر وفرحة أعظم. وتبقى الحياة جميلة باجتيازنا لمساراتها الجميلة، بتحد لذواتنا.

،،، وتبقى فرحة النجاح نجاح،،،

تعليق عبر الفيس بوك