ظهور مفاجئ

 

ربا جمال الشنفرية

 

اتفق الكثير من الناس كباراً وصغاراً على الضرر الفادح الذي قد تؤدي إليه وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها في حال استخدمت بشكلٍ سيء.. فالأخطاء والمشاكل تلك لا تعد ولاتحصى بل ولا تصنف من كثرتها وسذاجة البعض من المستخدمين في استخدامها وجعلها أداة تشكل وصمة عار عليهم وعلى من حولهم.. البعض منهم يخطئ بعمد والبعض بدون قصد. والبعض يتعمّد نشر الرذائل عن الغير. يستسهلون الضغط على ذلك الزر الناري الذي ينشر أسوأ الأخبار والأسرار في غضون ثوانٍ معدودات.. متجاهلين بذلك قول الله تعالى:

 

"إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" [سورة النور:19]

وسائل التواصل اليوم هي نافذة تطل على العالم أجمع فلنجعل من حضورنا حضوراً مفيداً ولبقاً، لنبقى مخلدين في أذهان الآخرين بصورتنا التي نستحق.

تحدثت عن الجانب السلبي الذي يراه البعض في وسائل التواصل وكنت أميل نوعاً ما للابتعاد عن وسائل التواصل وأخذ فترة نقاهة لأجد رسالة تصلني من مجهول: هل أنتِ فلانة التي درست أيام الابتدائية في المدرسة الفلانية؟ فقلت وكلي دهشة: نعم!.. لأكتشف فيما بعد أنّ هذه إحدى صديقات الطفولة لم أحدثها أو أعرف عنها شيئاً منذ حوالي ١٥ سنة.. لتدور الأيام وتأتي لتخاطبني بشوق وحماس وتذكرني بأيام الطفولة والدراسة.. تهللت أساريري.. وجدتني أحدق إلى شاشة الجوال بشكل مستمر وأنا أضحك ببلاهة، وأقول لنفسي وأنا مصدومة نعم إنها فلانة صديقة الابتدائي.. رائحة الطفولة المتغلغلة والنابعة من أحاديثنا غمرت روحي بالسعادة.. كنت قبلها منهمكة بكتابة بحوثي وكنت في مزاجٍ كئيب.. لتأتي هذه الرسالة السحرية وتعيد الي الفرح والذكريات البريئة.. أتعلمون ما الذي أسعدني أكثر؟!.. سألتها كيف وجدتني بعد هذه السنين ؟! قالت بحثت عن اسمك بالصدفة على شبكة الانترنت ولم يكن لدي أمل بإيجادك إلا أنني حاولت.. فتفاجأت بمقالاتك العديدة المنشورة ولم أكن أصدق فقد ظننته تشابه أسماء إلى أن حادثتك وتأكدت..

أردت أن أوصل فكرة سلسة من كتابتي لهذا المقال.. وهي أن نبحث دائماً عن الجانب الجيد في كل شيء.. فقد تكون وسائل التواصل الاجتماعي اليوم لها عيوب إلا أنها أعادت إليّ كنز الطفولة الذي لم أتوقع عودته يوماً!

ودفعتني من جديد إلى معانقة الكتابة بحرارة بعد أن هجرتها لفترة.. فقد عرفت اليوم قيمتها ولم أكن لأفرط بها قط.

تعليق عبر الفيس بوك