تطبيق دروس عُمان الرقمية

محمد بن علي اللواتي

في مثل هذه الأيام، وقبل سنة تحديدا، تمَّ تدشين منصة إلكترونية تحمل اسم "تطبيق دروس عُمان الرقمية"، والذي أنجبته شركة "أومتيوت التعليمية"، والتي هي الأخرى أكملت في هذه الأيام أربع سنوات منذ انطلاقها - ولله الحمد والمِنة.

عانَى المبتكرون للتطبيق الأمرّين لأجل إيجاد موقع للتطبيق في الفضاء الافتراضي رغم سعته، وكانت شرارة إيجاده قد انبثقت من معاناة والديْن لأجل تعليم وَلدهما، وها هو اليوم هذا التطبيق في مُتناول آلاف الآباء والأمهات والطلاب والطالبات من أقصى عُمان إلى أقصاها؛ لما يوفره من دروسٍ لجميع المراحل الدراسية مع الامتحانات النموذجية مع الحلول المناهج لجميع الصفوف؛ ذلك لأجل تبسيط المنهج على طلاب المدارس وأولياء الأمور والمعلمين، بجانب فيديوهات تعليم اللغة الإنجليزية.

ليس هذا فَحسب، وإنَّما فيديوهات تعليم البرمجيات أيضا باتت متاحة في هذا التطبيق، يعين الباحثين عن عمل؛ لإيمان المبتكرين بأنها لغة المستقبل، وأنَّ المهن القادمة ستكون للمجيدين فيها.

لم يكتف المبتكرون للتطبيق بهذا، بل أضافوا فيه منهجا لمحو الأمية، يتمُّ طرحه على المستوى الرقمي لأول مرة على مستوى السلطنة، وهو عِبارة عن دروس على هيئة فيديوهات، كل ذلك مجانا وبلا أدنى رسوم وحتى الرمزية منها.

لقد وقفت "أوريدو" بجانب هذا المشروع داعما وراعيا؛ فكانتْ السبب الرئيس في ظهور هذا التطبيق، وكذلك رعته جريدة "الرؤية" إعلاميًّا، مما أسهم في انتشاره وشهرته. بلغ عدد المستخدمين لهذا التطبيق منذ تدشينه أكثر من 200 ألف مشترك؛ 99% منهم من السلطنة، مثَّلت النساء 62.2% من عدد المستخدمين، وبحسب الإحصاء فإنَّ مدة بقاء المشترك في التطبيق كان لا يقل عن 9 دقائق بشكل عام، ويرتفع إلى 12 دقيقة في أوقات الذروة.

خَارطة انتشار التطبيق تُبيِّن أنَّ أكثر من 2000 مشترك فعال هم من خارج السلطنة من الدول الخليجية والعربية والإسلامية، إضافة للدول الآسيوية والإفريقية والأوروبية، ومن الأمريكتين كذلك، وهذا مدعاة للفخر؛ فالتطبيق وهو يجوب العالم سفيرا للتعلم حاملا اسم السلطنة، مؤشر على إبداع شبابها الذين يستفيدون من ابتكارهم الناس من شتى بقاع الأرض.

عدد مُشاهدات screen view تجاوزتْ أكثر من 37 مليون مشاهدة، بينما تجاوز عدد مُشاهدات الملخَّصات 3 ملايين مشاهدة.

يدخُل التطبيق -بشكل يومي وعلى مدار الساعة- 10 آلاف شخص في الأيام العادية، وينخفض في أيام الإجازات إلى 3 آلاف شخص، ليرتفع إلى 20 ألف شخص في أيام الذروة.

والمؤسف أنَّه وإلى الآن لم يتلقَّ التعليم الإلكتروني أدنى اهتمام من قبل مؤسسات التعليم الرسمي في البلد، والتي لا تزال تُحبِّذ الأسلوب الكلاسيكي العتيق في الممارسة التعليمية؛ الأمر الذي يلقي بظلاله المتمثلة في ضعف المخرجات التعليمية مصحوبة بزيادة الإنفاق العام على هذا الأسلوب من التعليم الذي تجاوزته الأجيال، ولا تجد له في حياتها اليومية أثرا إلا في المدارس فحسب.

لكن يحدُو هؤلاء المبتكرون الأمل في أن لحظة انتقال التعليم إلى أفق معاصر وشيكة لا محالة، ويكفي لهم مؤشرات استفادة الناس من هذا التطبيق بهذا الشكل المكثف لكي يستمروا في تطوير التطبيق ليواكب حركة العصر يوما بعد يوم.

لنشد على يد المبدعين الذين ابتكروا هذا التطبيق؛ فساعدوا آلاف الآباء والأمهات في تعليم أولادهم، وتعلم الطلاب والطالبات كذلك أهمية التعليم الإلكتروني في حياتهم؛ مما يُساعدهم على الاتجاه نحو هذا الأفق والإبداع فيه.