علي بن بدر البوسعيدي
ساعات تفصلنا عن بداية شهر رمضان الكريم، الذي يحل علينا غدا الثلاثاء في السلطنة.. شهر الطمأنينة والخير والتسامح، شهر التسابق من أجل التقرب إلى الله عز وجل بالصلاة والصوم والتسبيح والاستغفار والتصدق على الفقراء والمساكين، وتعميق صلة الرحم وتبادل الزيارات مع الأهل والأصدقاء والجيران.
ما أجملها من أيام نتمنى أن تظل معنا ولا تفارقنا لنتمتع بعطرها وريحها الطيب ونتقرّب إلى الله عزّ وجل أكثر وأكثر.
لكن هناك بعض العادات السلبية التي نتمنى أن نتخلص منها خلال هذا الشهر الفضيل، وأهمّها الإسراف في كثرة الأصناف التي تقدم على الموائد، بشكل أكبر من حاجتنا إليها وهو ما يعد هدرا غير مبرر رغم أننا ندرك أنّ رمضان شهر عبادة وليس تناول المزيد من الطعام وهدر المزيد والمزيد بكثرة الموائد وكثرة الأصناف التي تقدم وتكون فوق الحاجة.
هو شهر عبادة وتقرّب من الله عز وجل وليس شهرا يتنافس فيه الناس على طبخ شتى المأكولات، وكما علمت ونشر سابقا خلال الأسبوع المنصرم فإنّ بعض المساجد قد منعت إقامة الولائم طيلة الشهر الفضيل واكتفت ببعض الأصناف كالتمر واللبن مثلا، في رسالة واضحة بأنّ الأموال التي تصرف على هذا النوع من الولائم لا داعي لها، ويجب أن توجه إلى بيت فقير أو في جيب مسكين لا يجد قوت يومه، ومع انتشار مثل هذه الأخبار فإنها تؤثر إيجابًا على عامة النّاس.
كذلك يجب على ربّ الأسرة أن يثقف أهل بيته ويعلمهم أنّ الإسراف شرعا لا يجوز حيث تتكبد بعض الأسر مبالغ طائلة في سبيل شراء مستلزمات رمضان فيجب أن نتيقن أنّ شهر رمضان هو شهر عبادة وتقرّب من الله عزّ وجل وليس تنافسا على مغريات الدنيا، فالتوعيه هنا مطلوبة وبشدة وعلى المجتمع التكاتف من أجل القضاء على الظواهر السلبية.
ومما يلاحظ أيضًا كثرة المتسولين على مدار اليوم وأكاد أجزم أنّ الفقر بعيد كل البعد عنهم وإنّما هم عصابة محترفة تستغل طيبة الناس؛ والقصص كثيرة في هذا الشأن لا يسعنا ذكرها في هذا المقام، لذا ومن المُستحسن تكثيف الحملات من قبل الجهات المسؤولة للقضاء على هذه الظاهرة التي باتت تؤرق المجتمع العماني.