"اليوفي"بين عقدة الأبطال والسيادة المحلية

 

حسين بن علي الغافري

حسم يوفنتوس الإيطالي مساء السبت لقبه الثامن في السيريا آي بعد تفوقه على فيورنتينا، لقب تخصصت السيدة العجوز في تحقيقه في الأعوام الأخيرة نظير معطيات كثيرة، ومع أن الفوز وتحقيق اللقب جاء بعد انتكاسة إن صح التعبير بالخروج الأوروبي المرّ على أرضه وبين جمهوره ومع أياكس الهولندي بعد أن ظن الجميع بأنَّ اليوفي تعلم درس ريال مدريد ولن يلدغ في أرضه للخبرة الكبيرة التي يتمتع بها لاعبوه. الخروج وتبعاته أوجد حالة من تخفيف طعم الفرحة خصوصاً إذا ما علمنا بأنه تحقق قبل خمس جولات كاملة من نهاية الموسم الكروي، وبالتالي نحن على موعد مع نزهة وتجربة أسماء عديدة في المباريات القادمة، ولكن هل الفريق مُقبل على مرحلة جديدة بعد الخروج الأوروبي أم أنَّ الاستقرار وتدعيم الفريق بنجوم جديدة في الصيف يجعل المحاولة في العام القادم تكون بصبغة أقوى؟

قبل أن نخوض في تحليل الخروج الأوروبي وما على اليوفي القيام به في العام المقبل، نحن بحاجة إلى تقديم الفريق الأسبوعي الذي نشاهده عبر الدوري المحلي. المنافسة تكاد تكون معدومة مع الجميع، الإنتر وميلان وروما وحتى نابولي لا يملكون نفس بعيد للمواصلة في الضغط على اليوفي، أقول الضغط وليس تحقيق اللقب! فمن غير الجيد أن تنتهي البطولة مبكراً وبمنافسة ضعيفة مع الجميع. فمع المنافسة الضعيفة هناك تراجع في المستوى بالبطولة كلها. في الجانب الآخر السيدة العجوز يملك ما يفتقده الآخرون، أولهما الاستقرار الفني والمالي والإداري للفريق، ثانيهما القدرة الشرائية وعوائد الملعب الخاص به والتي شكلت مصدر دخل حقيقي منذ افتتاحه قبل ثلاثة مواسم

 

 

نعلم تماماً أن طموح الفريق الإيطالي يتجاوز الوصول إلى ربع النهائي أو حتى النهائي، الفريق بعد ثمانية مواسم يسيطر فيها على البطولة المحلية بات يطمح في إرضاء جماهيره وسيادة القارة العجوز، فمن غير الطبيعي أن يكون لليوفي لقبين فقط في دوري أبطال أوروبا. فريق يملك كبار نجوم القارة يستحق أكثر. وحتى نكون واقعيين فالفريق مع مدربه الحالي ماسيمليانو أليغري فريق صعب المراس وليس بالسهل إسقاطه، نحن نتكلم عن فريق وصل إلى النهائي مرتين خلال آخر أربعة مواسم وخسرهما أمام قطبي إسبانيا برشلونة ومن ثم ريال مدريد. حتى يعود اليوفي أقوى في العام المقبل عليهم انتداب أسماء شابة أكثر في مختلف الخطوط وأولها الدفاع والوسط، مع اللاعبين الحاليين تبدو الأمور معقدة. اليوفي بحاجة إلى ضخ دماء جديدة في مختلف خطوطه بشرط أن تكون شابة تمتزج من خلالها الخبرة مع حيوية الشباب، وأعتقد أنّ الموسم المثالي الذي يعيشه اليوفي هذا العام وما حصل للفريق أوروبياً يُعطينا انطباعا بعدم الرضا على الفريق وبالتالي فالعمل في الصيف سيكون أكثر حرارة ومع احتمالية تبدو واردة في الثقة بالمدرب واستمراره من عدمه.