الأمطار.. نعمة أم نقمة؟

علي بن بدر البوسعيدي

هطول الأمطار في بلادنا الغالية نعمة لها وقع طيب على الصغير والكبير، العليل والصحيح.. كيف لا وهي تساعد على تلطيف الأجواء وتسقي النبات، وتزيد من مخزون مياهنا الجوفية وسدودنا المائية؛ فينعكس ذلك خيرًا وفيرًا على الضرع والزرع.

ولكن رغم ذلك تلاحظ في الآونة الأخيرة تضرر بعض المناطق من الأمطار حتى لو كانت قليلة وذات منسوب منخفض، وأصبح من المألوف جدا أن ترى منظر المياه وهي تغطي الشارع بلا تصريف فعّال، الأمر الذي يؤدي إلى إعاقة الحركة جزئيا وربما كليا في المناطق المنخفضة أو التي يرتفع منسوب المياه بها، وربما يسهم ذلك لا قدر الله في وقوع حوادث مرورية أو حتى حوادث إنسانية أخرى مثل سقوط البعض وانزلاقهم.  

الملاحظ أيضًا أنّ بعض مياه الأودية تعرف طريقها إلى المدن والحواري المختلفة فتتسبب في تشويه المنظر العام، وربما تؤدي إلى إيذاء من بداخلها أو تعيق الحركة لا سيما المناطق التي تحتوي على الأسواق كسوق مطرح مثلا الذي تأثر بالأمطار الأخيرة كما نقلت لنا الصور والمشاهد من هناك.

أيضا يلاحظ أنّ هناك بعض الأودية عندما تمتلئ بالمياه فإنّها تتسبب في قطع الطريق وبالتالي انقطاع التواصل الاجتماعي بين المواطنين وأحيانا تحد من حركتهم وتتسبب في تأخير عودة الناس إلى منازلهم، خاصة في مناطق الداخلية والباطنة وكذلك الشرقية والظاهرة؛ فجميع هذه المناطق مزدحمة بالأودية ذات التأثير الكبير على الحركة المرورية؛ الأمر الذي يتطلب إيجاد حلول لانسياب الحركة سواء بتشييد عدد من العبارات الصندوقية أو إقامة الجسور العالية، فقد يحدث أحيانا أن يتهوّر البعض بعبور هذه الأودية وهي مليئة بالمياه أو أثناء مرور الأودية فيتسبب ذلك في وفاة البعض سواء كانوا على متن سياراتهم أو راجلين.

حتى نقلل من خسائر الأمطار نحن نحتاج لتخطيط سليم لا سيما للمناطق المنخفضة أو الواقعة في سفوح الجبال والمنحدرات، وقبل هذا كله نحتاج توعية بأنّ الأمطار رحمة ونعمة لكنها في ذات الوقت يمكن أن تتحول إلى نقمة إن لم نحسن التصرف.