في كلمة أمام مجلس الاتحاد بالجمعية الفيدرالية بموسكو

رئيس مجلس الدولة: العلاقات العمانية الروسية تشهد نموا مستمرا في مختلف المجالات

◄ المنذري: مواقف السلطنة وروسيا تسعى دائما لدعم الحوار البناء ومعالجة الكثير من الأزمات والقضايا الدولية

150% نموا بأعداد السائحين الروس للسلطنة العام الماضي .. و4 آلاف زائر في شهرين

مسقط - الرؤية
أكد معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة أنَّ علاقات الصداقة التي تربط سلطنة عمان وروسيا الاتحادية تشهد- ومنذ إقامتها في عام في عام 1985- مراحل نمو مستمرة، وتواصل تطورها بوتيرة طيبة، مستندة على الاحترام المتبادل والتنسيق والتعاون المشترك على مُختلف الصُعد، سواء على مستوى العلاقات الثنائية، أو متعددة الأطراف، أو الصعيد الدولي، مشيراً إلى أنَّ المؤشر الحقيقي على تميز هذه العلاقات هو حالة الرضا والانطباع الإيجابي لدى الطرفين.
وقال معاليه- في كلمة ألقاها أمس الأربعاء أمام مجلس الاتحاد بالجمعية الفيدرالية لروسيا الاتحادية- إن العلاقات العمانية الروسية تتعزز من خلال الزيارات المتبادلة والتي أخذت في السنوات الأخيرة منحى مكثفا بين كبار المسؤولين في البلدين الصديقين، ولم تقتصر على المجال السياسي، بل تشمل المجالات الاقتصادية والثقافية والسياحية والبرلمانية وغيرها. وأضاف معاليه أنه من هذا المنطلق تأتي هذه الزيارة الحالية إلى روسيا الاتحادية، معرباً عن تطلعه لأن تكون الزيارة نقطة إثراء جديدة لعلاقات الصداقة بين البلدين في بعدها البرلماني وتدفعها نحو التقدم إلى الأمام. وأشار معاليه إلى اللقاءات والزيارات المتبادلة بين المجلسين في الأعوام 2005 و2008 والزيارة الأخيرة لمعالي فالنتينا ماتفيينكو إلى السلطنة في شهر أبريل 2016، والتي تأتي جميعها لتعزيز علاقات الصداقة ودعم التعاون والتفاهم المشترك القائم بين البلدين الصديقين. وبين معاليه أنه وعلى الصعيد السياسي فإنَّ مواقف سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية بشأن العديد من القضايا الدولية والإقليمية تسعى دائمًا لدعم الحوار البناء بين مختلف الدول كسبيل وحيد وفعّال لمعالجة وحل الكثير من الأزمات والقضايا الدولية. وأوضح أنه في هذا الإطار تجري بشكل دوري لقاءات ومشاورات سياسية بين كبار المسؤولين في البلدين الصديقين وآخرها زيارة معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العُماني إلى موسكو ولقائه مع نظيره معالي وزير خارجية روسيا الاتحادية في فبراير 2019.
وبيَّن معالي الدكتور رئيس مجلس الدولة أنَّ جهود السلطنة ومن خلال الطيران العماني توجت بالنجاح في تسيير الرحلات المباشرة بين مسقط وموسكو بداية من شهر أكتوبر 2018، وذلك من قناعتها التامة بأن تشغيل هكذا رحلات يُسهم مساهمة فعالة في تسهيل حركة تنقل مواطني البلدين.
وأفاد معاليه بأنّ البيانات الإحصائية الأخيرة تشير إلى تزايد أعداد المواطنين الروس الذين يتوجهون إلى السلطنة لأغراض سياحية؛ حيث بلغت نسبة تلك الزيادة في عام 2018 حوالي 150% مقارنة بالعام 2017، مضيفاً أنه زار السلطنة في شهري يناير وفبراير 2019 أكثر من 4 آلاف سائح روسي، مما يعني تحول السلطنة إلى وجهة سياحية جديدة بالنسبة لهم. وأبرز معاليه ما تُقدمه حكومة السلطنة من تسهيلات كثيرة للسياح الروس الراغبين بقضاء إجازاتهم وعُطلاتهم في بلادنا ومن بينها تسهيل عملية الحصول على تأشيرة الدخول غير المكفولة إلى السلطنة، من خلال إمكانية استلام التأشيرة الإلكترونية والتي توفر الجهد والوقت للسائح الروسي وذلك بفضل إدراج رعايا روسيا الاتحادية من قبل السلطنة في القائمة رقم (1) للمشمولين بهذا النوع من التأشيرات.
وأوضح المنذري أنَّ تلك الرحلات تسهم بدور مهم في زيادة حجم التبادل التجاري بين سلطنة عمان وروسيا الاتحادية، والذي يشهد تطورا إيجابيا؛ حيث ازداد حجم التبادل التجاري في عام 2018 بنسبة 61.9% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2017، إضافة إلى تنامي وتيرة الزيارات المتبادلة للمسؤولين في البلدين، والتي من شأنها استكشاف آفاق جديدة ومشاريع مشتركة متبادلة في مجالات الاستثمار والطاقة والمعادن الصلبة والزراعة.
وقال معاليه إنه وفي المجال الثقافي شهد متحف "الأرميتاج" الحكومي بمدينة سانت بطرسبورغ في يوليو 2018 تنظيم "يوم عُمان" الذي تخللته عدة فعاليات ثقافية وبمشاركة فرق موسيقية وفنية عُمانية، بينما نظمت في بداية شهر مارس 2019 أيام متحف "الأرميتاج" في السلطنة، وذلك من خلال عرض بعض التحف والمقتنيات الثمينة للمتحف بين أروقة المتحف الوطني العُماني، علاوة على ذلك تقوم بعض الفرق الروسية المعروفة بين الحين والآخر بتقديم عروضها الفنية في دار الأوبرا السلطانية بمسقط.
إلى ذلك، قام معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة والوفد المرافق له أمس بزيارة إلى متحف "كرملين موسكو" التاريخي الثقافي؛ حيث تجولوا في أروقته واطلعوا على ما يضمه من مقتنيات.

 

تعليق عبر الفيس بوك