الخطاب الخامس.. سلسلة خطابات شادي القصصية

 

منال السيد حسن

عزيزي/ شادي

تحية حنين..

مساء الشوق الذي يفضي إلى الجنون، الشوق الذي جمعنا ذات مرة بمحض إرادتنا المغيبة وكامل إرادته المنفردة..

مساؤك أوقات جمعت خطانا لأوّل مرة، وزرعت لنا وسط الطرقات فراشا بريئا تمازج وأرواحنا المحبة للحرية.

 

أما بعد..

كنت أقرأ اليوم رواية كريستين.. كريستين العزيزة على قلبك توقفت عند كل حرف ضحكنا عنده سويا أو تعانقنا عنده.. وابتسمت حتى كدت أراك بين تفاصيل الحروف..

ستيفن كينغ كان مبدعًا حد أن جمعني بك بين أسطر الرواية.. وخط نبضات لقائنا الأول وشغفنا بين السطور..

لا أعلم حقيقة لماذا يُخرجُ الشوق كل ما في جعبتنا من أنين؟!

ولا أدري لماذا كل أول صبح يثقل المطر في العيون؟

ولماذا كل مطلع فجر في غيابك تسكت أصوات الطيور؟

ولماذا كل إشراقة شمس تشرق ابتسامتك في فضائي فيرتبك الكون شغفا إليك ولا وجود؟

 

يقولون بأنّي سأبقى عالقة بين الذكريات.. كم مرة حاولت خداعهم ومازلت أبذل كل ما في وسعي لذلك؟

هل يا ترى أحلم؟!! ولكن كيف يمكن لأي شخص أن يكون متأكدا في الحلم؟!

تعال يا حبيب.. الدمع ألهب الجفون.. وخفقان قلبي يؤرق مضجعي.. وقلبي أنهكه السهد والسهر.. وروحي تتقلب في نارٍ من ألم..

ماذا يا عزيزي والحزن يتجدد في قلبي كل لحظة بسببك؟!! أتعلم كم عدد المرات التي كان يتوجب عليَّ فيها أن أُخرجك إلى ما وراء دائرة حساباتي؟!!

أتعلم كم يقتلني حرفُكْ؟! كم يؤلمني صريخُك؟! كم صرت أخاف من نبرة صوتك في النصح حتى أنّه يرتعش النبض في داخلي؟

لا يخامرني الشك أبدا يا عزيزي بمكانتي في قلبك.. ولا أحسبني بحاجة لأن أؤكد ذلك لديك أو لديّ.. ولكن أترقد روحك في سلام واطمئنان وأنت ترى بشعورك بكائي وعويلي؟!!

ألم أبْدُ لك أنني أحتاجك حين تثار عصبيتي؟!! ألم أَبْدُ لك أنني أرجو دفء أحضانك حين تشعر صراخي؟!! ألا تعلم أنّ وراء تلك المشاحنات سببا آخر بعيدا كل البعد عن تلك التفاهات؟!!!

أتعلم كل الذي في داخلي يجري؟!

لم تعد روحي طليقةً في الهواء.. ولم يعد الصبر قادرًا على المزيد.. إلهي مُدَّني بالمزيد.

 

تعليق عبر الفيس بوك