"الكأس الغالية" أما آن الآوان لتطويرها

 

أحمد السلماني

أربعة أيام فقط تفصلنا عن أهم حدث كروي بالسلطنة ألا وهو نهائي كأس جلالة السلطان المعظم لكرة القدم، البطولة الأغلى والأهم، والتي صارت إرثا رياضيا ساهم وما يزال في تطور كرة القدم العمانية، وفي لمحة تاريخية سريعة فالبطولة التي انطلقت العام 1972 وحمل لقبها الأول النادي الأهلي (أهلي سداب حاليا) على حساب عميد الأندية العمانية وأول نادٍ بالسلطنة، نادي عمان (مقبول سابقا) والذي تأسس العام 1932 وربما قبل أو بعد بقليل، أي أنّ كرة القدم عريقة بالسلطنة كما وأنّ عديد الأندية العمانية تأسس خارج الوطن، و" أبشري قابوس جاء" أعادت كرة القدم من غربتها وانطلقت أول كأس بـ8 أندية ثم بدأت بالزيادة في النسخ التالية واليوم يتشرّف ما يقارب 40 ناديا للمنافسة على لقب أعرق وأهم البطولات الكروية بالسلطنة.

 البداية كانت صعبة فالتنقل من صور إلى مسقط من فرق وجماهير مثلا كان عن طريق السفن وكانت المباريات تلعب بالملاعب الترابية واليوم تنتشر المجمعات الرياضية وملاعب الأندية والفرق الأهلية والمسطحات الخضراء والنجيل الصناعي وبعض الملاعب الترابية كل ذلك يمثل نقلة نوعية في كل مساقات كرة القدم، ومع ذلك لم نصل بعد لكأس العالم، إذا العمل لا زال منقوصا.

لماذا هو كذلك؟ فقط لأننا لا نريد أن نطور من مسابقاتنا، الدوري والكأس وباقي البطولات، اليوم هناك أندية باتت تؤسس لتنظيم بطولات بين فرقها الأهلية وفق نمط جديد يحاكي مباريات المناسبات الكبرى ونحن لا زلنا نحمل اللاعب المصاب على حمالة يحملها شخصان.

إنّ حدثا كبيرًا كالكأس الغالية ومع كل التقدير للجهود الكبيرة التي تقدمها المؤسسات الرسمية والأهلية ذات العلاقة إلا أننا نكاد نحفظ برنامج النهائي وفقراته وفق الدارج من سنوات، وبات من الضرورة بمكان إطلاق حزمة تطويرية في شكل ومضمون المسابقة من حيث ضخ المزيد من الأموال للأندية المشاركة لضمان تطور المستوى الفني وقوة المنافسة. كذلك التفنن في تنظيم المسابقة بأن يتم ابتكار فعاليات ترويجية وتسويقية تدر أموالا للصرف على الأندية المشاركة والمسابقة كأن تمر الكأس مثلا جميع ولايات السلطنة وسط استقبالات رسمية وشعبية لها على أن تمر في آخر محطاتها على الناديين المتأهلين للمباراة النهائية إلى أن تستقر بالمجمع الذي سيستضيف الحدث وبث كل ذلك بشكل مباشر من خلال تغطيات إعلامية مسموعة ومرئية ومقروءة وببرامج متنوعة ومتعددة. وهذه فكرة من أفكار يختزلها عديد من الشباب والذي متى ما تمّ تمكينهم فإنّ الإبداع والتطور سيشكلان عنوانا رئيسيا لتطوير المسابقة.

أتمنى أن ترى أفكار مثل هذه النور فالوزارة الموقرة واتحاد الكرة ينتظرهما عمل كبير في تطوير مسابقات كرة القدم وحتى باقي الرياضات، وخاصة تفعيل مساق التسويق الرياضي للمسابقات لكي نصرف عليها وعلى تطويرها ذاتيا دون أن نكلف الوزارة واتحادات اللعبات ريالا واحدا؛ فقط نحتاج "إرادة وإدارة وعصف ذهني".