سميرة الزغدودي | تونس
(1)
صافحتني بالهجر كم أضنيتني
يامن رميت النّبض حين رميتني
//
أقسمت أن تبقى على عهدي وما
صنت العهود فخنتها مذ خنتني
//
وحلفت أن تبقي على أحلامنا
وقطعت لي عهدا وقد أخذلتني
//
وجزمت ألاّ تعتلي سرج النّوى
لكنّك الجاني الذي أفنيتني
//
وأجزت حرماني وسيل مدامعي
حتّى استبحت حشاشتي وقتلتني
//
ثكلتك أيّامي وهانت بسمتي
أهدرت عشقي بعد أن ودّعتني
//
أنصفت أقداري وما أنصفتني
آثرت حتفي حينما أقصيتني
//
نيران أشواقي تضاجع خافقي
يا ابن الورى لم بالجوى أغويتني
لولاك ما ثارت تراتيل الهوى
أنت الذي حاورتها وأسرتني
//
أرّقتني وأرقت في نبضي المنى
إذ صرت جلاّد الوصال ولمتني
***
(2)
يا ويح قلبي ضاق ذرعا بالهوى
تحت الثرى أرجيته فظلمتني
//
وقذفت في النبضات نيران الرّدى
بعد الوداد غدرت بي ما صنتني
//
قابلت ودّي بالتجاهل والجفا
ووعدت لبّي باللقا وخدعتني
وعلى الوفا عاهدت مذ صادفتني
لم بالنّوى كافأتني و أذيتني
//
صلّى فؤادك للحيا في معبدي
فخشعت بين يديه حتّى رمتني
//
أجهضت صوت الحبّ في خفقاته
أسكته فخذلتها وخذلتني
//
ما أتعس الخلجات في خضم الأسى
قد لفّها غسق الدّجى مذ لفّني
//
كنت الهنا والخل في حضن الجوى
يا لوعة الحسرات حين هجرتني
//
تغتالني الشهقات من سقم المَنَى
والذكريات ترومني وتشدّني
//
قبّلت أحلامي كما قبّلتني
ولثمتَ ألحان الرؤى ولثمتني
//
خاصرتني بالعشق حين سبيتني
أرهقت وجداني وكم أبكيتني
//
من ذروة الإحساس قد أثملتني
وملكت سمت الروح حين ملكتني
//
فظننت أن الحب صاغك صادقا
أتلفت حبي بعد أن أحببتني
ونعمت في كنف الرخا فتركتني
إذ بعد ان أحييتني أفنيتني
//
إثر الولا رُمْت العدا ما رُمْتَنِي
جرعتني وجع الفنا وأمتّني