عائض الأحمد
البعض يُفاخر بل وتصيبه النشوة ويتلبسه ثوب الرضا والزهو ويكاد يسقط تلك الطيور لأخذ مكانها غير مصدق عندما يتم عرض سيرته الذاتية أمام الحشود المنتظرين طلته البهية صاحب هذا التميز والفطنة !!!! من جمع كل هذا في سيرة تبدأ بعدد وتنتهي بمثله مكرر فهي لاتساوي أكثر من ذلك أو كما قيل حبر على ورق.
نحن نبحث دائمًا عن أوراق الربيع الخضراء في فصل الخريف ونبالغ في ذلك لدرجة أن البعض أخذ هذا جل وقته وفكره وكأن غايته رضا فلان وهدفه منصب يُناسب تلك السيرة العطرة المليئة بالأوراق الخالية من أي جهد أو مشاعر إنسانية فهي لا تعرف البذل والعطاء ومساعدة الآخرين وإنما التسلق والتشبث بأي شيء حباً في الظهور وطلباً لوده.
هذه الشخصية يأتيها حديث نفس داخلي يُشعرها حد اليقين بأنها محور النقاش وأهم أركانه وعليك أن تشير لها بمزيد من الإعجاب وتقول (يا الله كيف استطعت أن تجمع كل هذا) من منِّا لم ير أمثالهم في عمله أو علاقاته أو عبر مشاهداته وتمنى أن يقول لهم نحن نسير على الأرض يا أخي ولم يخلقنا الله لنحلق فرفقًا بنا (أيها الفريد الجهبذ).
نعلم جميعًا أنَّ النقص في أحيانٍ كثيرة يجعل أمثال هؤلاء يتصرفون بتلك الطريقة الفجة السمجة ظناً منهم أنه منتهى الكمال.
وقد علم البعض أو لم يعلم بأنَّ
العالم المتحضر لن ينظر لك ولا لهذا الكم الهائل من مصير المهملات التي تحملها هو يُحاسبك على ما قدمت أو أضفت وليس ما تعتقده هو غير معني بكل هذه السيرة المسطرة بجهد الآخرين.
التميز أن تعمل وتبذل كل ما لديك أياً كان موقعك لايُمكن أن تعمل وحيداً ثم تستأثر بكل الثناء ومن حولك مجرد كمبارس لو سقطوا فهم أعداد فقط وسيأتي بعدها من يكمل وأنت تضيف إلى سيرتك ورقة أخرى كان الأجدر بك أن تجعلها أكبر شأناً وأقدر على البقاء لا يغيبها وقت ولا يُخفيها تقادمه.
عليك أن تؤمن إيمانًا كاملاً بقُدراتك فهي الطريق الوحيد الذي يصل بك لما تريد وليس استجداءً تصفيق الآخرين بما يشبه لطم الجنائز.
أيهما أجمل وأكثر وقاراً أن يُقال مرَّ من هنا وترك لنا الكثير أم ذهب غير مأسوف عليه يحمل تلك السيرة وينشرها أينما وجد لقدميه مكاناً فهي غايته ومراده ومبلغه من العلم.
أنت تملك دائماً جزءا من الحقيقة، من يملكها كاملة يقولها لنا لنتوقف عن الكتابة.
ومضة:
السير الحقة تُحكى وتُحفظ وليست مجرد أوراق تُقرأ وتُهمل.