اعترافات وهمس وتفكير!

 

يوسف عوض العازمي

 

"الإسلام لا يُعارض العلم الصحيح، ولا الفن النافع ولا الحضارة الخيرة، وإنه دين سهل رحب مرن". علي الطنطاوي.

منذ بدأت الكتابة المنشورة لم أجد مايستفزني أكثر من الأدب ومتداولاته، وكثيرا" ماكنت أهمس لنفسي: لنعد إلى السياسة وكتابات إدارة الاقتصاد المحببة لي، لكني لا ألبث إلا وأعود لكتابات الأدب، ودوافع الهم الأدبي وسياقاته المنساقة للانسياق في نسق منسجم مع مترابطات الأدب، وعباراته.

الغريب أني أكتب عن الأدب وأنا لست أديباً" بالمعنى أو المصطلح، لكني أتطفل وأختلس أجواء الأدب، وألمحها من بعيد وأتفيأها وأجلس بظلالها، في قراءة الأدب والبحث فيه وكتابته متعة، إن قرأت مايمتعك، وكتبت مايسليك، وتفاهمت مع مفرداتك بهدوء، وتحاورت مع الألفاظ بثقة.

منذ أن قرأت الأعمال الأدبية أيقنت أن الأدب هو حياة للإنسان، وغذاء ثقافي نظيف غير ملوث بأهازيج المهرجين مدعي التثقف، عرفت أن الأديب ليس شرطا" أن يحمل مؤهلا" أكاديميا" أوشهادة علمية بل قد لا يعرف فك الخط، أمي الكتابة، لكنه تثقف وثقفته الحياة، ويأتيك بفكر التجربة، والدرس الواقعي، والرؤية الشفافة، بل إني استفدت من الكثير ممن لايعرفون فك الخط أكثر من المتعلمين أصحاب المؤهلات، عدم حمل مؤهل ليس جهلا"، لكن الجهل في عدم التعلم من دروس الحياة.

أكره التباهي الكاذب، وأمقت من يتلبس المناصب الوهمية ويكذب على نفسه ثم يصدقها ثم يقوم بتوزيع كذبته على الناس، نحن في وقت أصبحت المناصب الوهمية فيه أكثر من الحقيقية، يكفي أن تقرأ واجهة صفحة أي" من المتباهين في وسائل التواصل لتضحك على الكذب والنصب على الناس بخلق مناصب وهمية وعضويات في منظمات لا وجود لها على أرض الواقع، أو إن أحسنا النية نجدها مناصب أو منظمات " قال: صفوصفين"!

ما أجمل التواضع وما أعظم البساطة، لم أجد في حياتي متصنعا" إلا وعلمت أنه ناقص، ويفتقد للثقة في نفسه، ولا أعلم لماذا انتشرت هواية المناصب الوهمية والعضويات في المنظمات أو الروابط أو الجمعيات غير الموجودة أساسا"، أما أهل حرف الدال فحدث ولا حرج، أكثرهم إلا من رحم الله، لايوجد بحث علمي حقيقي وفائدة أكاديمية منه، هنا أحدثك عن الشهادات المحمولة والمصدقة رسميا"، أما شهادات المزورين هي التي لم أفهم حتى الآن كيف تم قبولها، أين اللوائح والنظم التي تفرز الشهادة الصحيحة من الوهمية؟ هل هو نصب واحتيال؟

الأكيد أن تكون متثقفا" بالحياة وتعرف الصحيح من الخطأ، وتحكمك ثوابت شرعية ومبادئ أخلاقية، فأنت أفضل مليون مرة من متدكور كذاب، وإن صدقت شهادته، لا يعلم حتى عن تخصصه شيئا" مفيدا"!

تعليق عبر الفيس بوك