معلمات حاضنات للبراءة

 

حمود الحاتمي

تمثل مرحلة الطفولة من المراحل البالغة الأهمية التي تحتاج إلى الرعاية والاهتمام، كيف لا وهي بداية نمو لجوانب مختلفة لدى الإنسان؛ ولذلك كانت موضع اهتمام علماء التربية  لأنّها موضع تشكيل الطفل للبناته الأساسية ومنها الجسمية والعقلية والنفسية ولذا كان اهتمام الإسلام بالطفولة كبيرا ونجد ذلك من خلال الآيات الكريمة في قوله تعالى: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس إلا وسعها لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده) سورة البقرة الآية 223.

من هنا يظهر أنّ الطفل بحاجة إلى الرعاية والاهتمام بالطفل وجعل له حقوق ومنها التنشئة والتسمية والتعليم والتي هي من واجبات الأب.

حرصت سلطنة عمان على الاهتمام بالطفل من خلال رعاية الطفل منذ الولادة وحتى يصبح رجلا بسن التشريعات ومنها قانون الطفل الذي صدر بالمرسوم السلطاني رقم 22/2014 والذي جمع كل القوانين والاتفاقيات المتعلقة بالطفل.

وقد حرصت وزارة التربية والتعليم على الاهتمام بالتعليم قبل المدرسي من خلال رفع نسبة الالتحاق به من خلال فتح فصول التهيئة وتشجيع القطاع الخاص على فتح رياض الأطفال والمدارس الخاصة التي تحتضن فلذات أكبادنا.

وعملت على الإشراف على تلك المدارس ومراجعة البرامج التي تقدمها تلك المؤسسات ووضع لائحة خاصة للمدارس الخاصة تؤطر الممارسات التربوية الصحيحة في تلك المؤسسات.

وخلال العام الدراسي الحالي بدأ تصنيف المدارس الخاصة بهدف جعل تلك المؤسسات تقدم خدمات تعليمية ذات جودة عالية. ومن خلال متابعة المؤشرات نجد أنّ المدارس الخاصة في السلطنة في ازدياد ومنها التعليم قبل المدرسي ويعمل في تلك الدور (رياض الأطفال) معلمات عمانيات. في الوقت الذي تتسابق المؤسسات الحكومية والخاصة في تكريم معلمات ومعلمي المدارس الحكومية نجد أنّ معلمات رياض الأطفال والمدارس الخاصة لا تحظى بتلك الرعاية والاهتمام. فمعلمات رياض الأطفال يعانين من تحديات كبيرة ومنها ضعف الراتب والذي لا يلبي الحد الأدنى ويكون بتسوية داخلية بين مالك المدرسة والمعلمة والراتب لا يزيد عن 190 ريالاً وذلك لضعف دخل المدرسة وعدم تشجيع الحكومة لتلك المؤسسات.

كما تعاني من ضعف التأهيل الأكاديمي فمعظم معلمات رياض الأطفال خريجات الدبلوم العام ولا يجدن الفرصة في الدراسة بالكليات ولا يحظين بتقدير المجتمع

مع أنّ المجتمع يبحث عن المعلمة قبل الروضة لتسليمها فلذة كبده والاطمئنان على أطفاله لديها.

معلمات التعليم قبل المدرسي يؤدين أدوارا مهمة في المجتمع فهن يعددن أطفالنا للمدرسة ويكسبنهم مهارات ومعارف وقيم وبأساليب تربوية رائعة من خلال التدريب الذي يقدم لهن من دائرة المدارس الخاصة.

في يوم الرابع والعشرين من فبراير من كل عام الكل يتسابق إلى تقديم الهدايا والتهاني لمعلمات المدارس الحكومية وتقيم المؤسسات الاحتفال بتلك الفئة ومنها الاحتفال الذي تقيمه الوزارة لتكريم المعلمين سنويا فإنّ هذه الفئة من المعلمات لا تحظى بالتكريم.

معلمات رياض الأطفال تستحق التشجيع والتحفيز فهي تساهم في بناء جيل وهي أول من يستقبل أطفالنا ولذا يجب أن تحظى بالتكريم من الجميع لتبقى شعلة تضيء جنبات مدارسنا الخاصة.

سلام على تلك المعلمة التي تحتضن براءات عمان وتحمل معها أقلام التلوين واللعب والرمل من أجل أن تتشكل شخصية طفل على يديها وتشق طريقها نحو العلم..

بوركت تلك النفوس الطاهرة التي تهفو إليها قلوب أطفالنا.. وشكرًا لتلك الملاك التي تحمل أطيار الفرح وتنشره في حدائق الأطفال الغناء.