الحب والحياة


د. أحمد جمعة - مصر

الحب لا ينتهي
كما تنتهي الحياة،
لا غيرة أو أحقاد
قد تمحو دقات القلب
النابض بالمحبوب،
لا ران قد يمحو أثر الشوق
ولا خنجر غياب
قد يقطع شريان النبض
الموصول
بالآهات.
مفزعة هي الحياة
ممتدة ومنكمشة/ غزيرة وضحلة
حلوة ومؤلمة/
سريعة وبطئ هو زوال الذكريات
لكن الحب واحد
وهذا يخيفنا أكثر.
للحياة أبواب قد لا تنتهي
لكن للحب
باب وحيد مخفي
لا يُراه غير الصدق والذي هو مفتاحه
ففيه لا غيرة لا توجس لا ألم
لا رغبة في محبة
ولا خوف من هجران
لا دين قد يحول بين قلبين
ختمت دقاتهما معا بالحب
ولا مسافة ولا سن
ولا حتى شهادات.
من غيرنا لا حياة
لكننا بغير الحب
لن نعرف الحياة؛
فوحده يعطي للأشياء تسمياتها الصحيحة
ويربت على كتف النجم
الذي يخفت في الروح الحالمة
ويمنحه يقظة النور الأبدي.
للحياة عقل
لكن القلب له قلب وفقط
فلا تفكير
قد يغير أثر فراشة عبرت
مسافة العطر
للضوء
بغية الاشتعال.
يموت ذلك الذي حيا
لكنه أبدي
ذلك الذي أحب،
فالحياة رويدًا رويدًا تتلاشى
والحب رويدًا رويدًا
تمتد جذوره
ويكبر  متفرعًا في البقاء!

 

تعليق عبر الفيس بوك