أسبوع الحسم في "دوري الأبطال"

 

حسين بن علي الغافري

تعود عجلة دوري أبطال أوروبا للدوران هذا الأسبوع في أولى المراحل الإقصائية لمباريات الذهاب في دور الـ١٦. نصف هذه المباريات الحاسمة ستلعب مساء الثلاثاء والأربعاء على أن تستكمل بقية المباريات الأسبوع المقبل. مع أنَّ المدة التي تعرفت الأندية على منافسيها تقترب من الشهرين تماماً وهو ما يعني بأن الجاهزية المثالية ينبغي أن يكون استيفاءها قد كان على أكمل وجه، إلا أن التغييرات الكبيرة التي شهدها شهر يناير وتقلبات في المستويات قد تعيد خلط الأوراق كثيراً وفرصة القراءات المسبقة تتقلص إلى حدود متباينة، أبرز المباريات الأربع التي ستُلعب هذا الأسبوع بدون شك هي قمة ملعب الأولد ترافورد في مدينة مانشستر الانجليزية بلقاء مانشستر يونايتد وباريس سان جيرمان الضيف الثقيل القادم من مدينة الجمال باريس. لو سألت أي متابع للكرة بعد القرعة بأسبوع وأسبوعين عن توقعات المتأهل من هذه المواجهة لا أتوقع بأن يقول غير باريس سان جيرمان. الفريق وقتها مكتمل وطريقه مفروش بالورود، كما أن المنافس مانشستر كان يمر بمرحلة سوداء كبيرة مع البرتغالي مورينهو ونتائج سلبية وتشاحن واضح مع نجوم الفريق أبرزهم بول بوجبا. الوضع تغير والحال تبدل. مانشستر استبدل مدربه بسولشاير وعادت حياة اللاعبين والفريق ككل. الفريق يشهد طفرة نتائج إيجابية ملفتة والأمور تبدو في أوجها كما يجب. في المقابل باريس يعاني من إصابات مختلفة في خط المنتصف ونجمه الأول البرازيلي نيمار مصاب، ولا ننسى قضية الفرنسي رابيو الرافض لتجديد عقده وبالتالي تم تجاهله وعدم إشراكه، وقرأت أخيراً عن إصابة تعرض لها الأورغوياني اديسون كافاني. نحن نسير على مباراة صعبة في التوقع، وحظوظ مانشستر تضاعفت أكثر ومسألة تأهله تحولت القراءة الورقية لصالحه، ولكن لا نبالغ بأن نقول في أن مثل هذه المباريات وخصوصا في أدوار إقصائية تبقى الكرة في الملعب واجتهادات اللاعبين والمدربين ضرورية لترجيح الكفة. مباراة صعبة في لقاءها الأول بمانشستر ومهما كانت النتيجة فهناك لقاء آخر في الشهر المقبل

في مباراة أخرى يدخل حامل اللقب ريال مدريد الإسباني مواجهة كبيرة في ملعب يوهان كرويف آرينا في هولندا عندما يواجه أياكس. فنياً تبدو كفة ريال مدريد أرجح وحالته مماثلة تقريبا لحالة مانشستر يونايتد قبل شهرين واستقدامه لسولاري ونتائجه في تحسن واضح آخرها الأداء المميز الذي قدمه في الكامب نو في نصف نهائي كلاسيكو الكأس أمام برشلونة وبالتالي له أفضل النتيجة والأرض إياباً نهاية هذا الشهر، أضف إلى فوزه في ديربي مدريد مساء السبت الماضي على ملعب الأخير بثلاثية. قياساً لحالة الفريق فتبدو الأمور مثالية للملكي في تحقيق نتيجة إيجابية أمام أياكس رغم أن النادي الهولندي يمتلك عناصر ممتازة في مختلف خطوطه وهو ما قد يعرقل الريال ويسبب له المتاعب. هي مباراة في وقتها للملكي خصوصاً للوقوف عن مدى تحسن مستواه وقدرته على الاستمرار بنتائجه، كما أنها فرصة جيدة ليبرهن عن أن بطولته المحببة عصية في أن يتخلى عنها هذا العام ومسألة مواصلته التقدم في الأدوار المقبلة أمراً ضرورياً

 

 

لا نتجاهل مباراة ملفتة ومتوازنة تقريباً بين توتنهام هوتسبير الإنجليزي وضيفه بروسيا دورتموند الألماني، كِلا الفريقين يقدمان موسماً مستقراً من حيث النتائج مع أفضلية نسبية لإستقرار بروسيا دورتموند وسلسلة من الانتصارات في بطولة الدوري وتصدره مجموعته في دوري الأبطال، المنغص الوحيد كان خروجه من الكأس ولو أن الأمر سيتيح له راحة أكبر والتفرغ لمبارياته المحلية بالدوري وكذلك مواجهات دوري الأبطال. مباراة توتنهام صعبة للفريقين وجميلة من حيث المستوى المتكافىء وهي متعة حقيقية دون شك.

أخيراً يدخل روما لاستقبال ضيفه الثقيل بورتو البرتغالي بسلاح واحد لا غير وهو الفوز بقدر كاف من الأهداف يجعل مهمته أسها في بورتو. المباراة صعبة على روما كثيراً خصوصاً أن النادي البرتغالي يطمح في تجاوز الذئاب. المباراة هي الأخرى تتكافىء فيها الأسماء الفنية، وبالتالي مواجهة صعبة في قراءتها. أسبوع حاسم في مواجهات الذهاب لدور الـ١٦ من دوري أبطال أوروبا. أسبوع مستبعد فيه الحسم الكلي مع أندية طموحة تطمح في الاستمرار ببطولة لها مداخيل كبيرة تعود للأندية، والمنافسة فيها تكون على مستوى عالٍ. دعونا ننتظر ونرى.