د. ريم سليمان الخش | باريس

من يعرف الله لايودي به الغلطُ
في حضرة النور لالغوٌ ولا شططُ
//
تشابه الحزن يسقي من مواجعه
حدائق القلب من أشواكه حُبطوا
//
ومنبع الحزن شكٌ في مودته
لو يعرف الناس حبّ الله ماقنطوا !!
//
فرحمة الله طاقاتٌ ممغنطةٌ
ولطف ربك في الأرجاء منبسطُ
//
الحب مالحب؟ ..نفْحاتٌ مهفهفةٌ
//
ومهجة الكون تُسقى من تراحمنا
الراحمون همُ كالنجم إذْ بُسطوا
//
والراحمون قناديلٌ مسرّجةٌ
من سدرة الحب زيتٌ ساطعٌ نشطُ
//
قالوا : تعبت فأرض الحق قاحلةٌ
تصدع الوقت من غوغاء من لغطوا
//
فقلتُ: يرسل ربّ العرش وابله
قلب المحب بحسن الظنّ مرتبطُ
//
والله ينقذ أحبابا له انتبذوا
معاقل الظلم في الرُحمى قد انخرطوا
//
عقّدتُ بالحب أشجاني وأوردتي
//
سربُ الحروف بلا حبٍ ..بلا نقطٍ!!
ومبلغ السعيّ أن تُعطى له النُقطُ
//
أن كان يُرهقه درب الغموض وإذْ
//
انظر لنورك في المرآة ماذا ترى ؟
إنْ ضلك الحبُ لا وهجٌ ولا نمطُ
//
بيدٌ خواءٌ ولامعنى لعالمنا
ياما تكسّر في مرآته السخطُ
//
لاتُبعثُ الروح إلا من محبتها
يُفتَّحُ الزهرُ في نشوى وينبسطُ
//
فيها تلامسُ أسرار الحياة وما
يُخبئ الغيبُ من بشرى وتغتبطُ
//
فيها سموت فلا نجمٌ يطولك في
هياكل الحب فيها كلّ من سقطوا !!
//
منذ الوجود وعتمُ الكون معضلةٌ
وضوء حبك مصباحٌ به نشطُ
//
فمضغة القلب كالرادار يجعلها
بمركز الكون للأنوار تلتقطُ
//
ياأيها الربّ اعطِ الناس مائدة
طعامها الحب بالتحنان يختلطُ
//
نبيذها القلب والإحسان يسكبه
ليثمل الخلق لاعابوا ..ولا سخطوا !!
//
إنّ الجمال جمال الروح فيض شذى
مهفهف العطر منسابٌ ومُلتَقطُ
//
جمال روحك فوق الحسن منزلة
لروضة الروح حُسنٌ مابه لغطُ !!
//
قد يجذبَ النفسَ حسنٌ ثم تنفره
وفي حلاوة شهد القلب تنخرطُ
//
فالطيبون كعود المسك نألفهم
والراحمون شموس دونها الشطط
//
والمانحون شغاف القلب نعشقهم
عشقا يُقيم ولا حُكمٌ له فرُطُ
//
بعض الخلائق حب الذات مسلكهم
لم يعرفوا الحب إذْ عاثوا وإذْ غلطوا
//
لاتركب الحبّ نفسٌ إثرَ منفعة
فالحب للحب لانفعٌ ولا خُططُ
//
منذ الخليقة أرواحٌ مجنّدة
ويجمع الوقت من في حبّهم رُبطوا
//
بالحب نرتق أوجاع الحياة ندا
ويُلبس الناسَ قمصانا بها اغتبطوا
//
إنْ تسأل النفس عن نشوى مسرمدة
تجد الخلود بماء الحب يرتبطُ !!
//
لن يغسل الأرض إلا غيثه وبه
حضارة الأنس إذْ تُبنى وتنبسطُ