الحب..

محمود لبد | فلسطين

 

منذ عام 1997 من شهر آب "أغسطس" من تاريخ 29 في الساعة 5،33 دقيقة فجراً، سمعت البلدة صياح طفل شقي لماح مشاغب، وقد جاهدت أمي تسعة أشهر على التوالي مع حرب حملي ووقت ولادتي أيضاً، إذ أنني كنت عنيد لا أريد الخروج إلى العالم وكانت مساجد الله تكبر"حي الفلاح" وأمي وسط المعركة تحاول إخراجي والأطباء والطبيبات وأنا متيبس لا أجيد الخروج، وبعد عدة من المحاولات خرجت محدقاً عيناي متسلقا بالحبل السري متشبث بشدة والأطباء ينظرون بدهشة حتى أمي نيست أوجاعها وصرخاتها، الطلقة الأخيرة حتى آخر دمعة تجددت وباتت تخبئ آلامها بنظراتها الطفولية إلي، وقد تصادف بكائي العنيف مع صياح ديك جارتنا وأمي تذرف الدموع فرحاُ، وعند النهوض لم أستطع التخلي عن قبلة الصباح لتدفعني متحمساً إلى الحياة عن معطفها الذي مازلت متدفئاً بأعماقه، عن دمعة تزيل همي وتصنع حب طفولي هادئ، ضحكة من قلبها تعيد لي الحياة من جديد، عن أمي وفطور الصباح، أمي ونظراتها الحذرة، بكائها الذي صنع مني شاب مكافح، عن ليالٍ سهرتها معي وقت الدراسة، عن حوافز ودعم وإصرار على أن أصبح شيء مثالي، عن وطن يعيش تحت أقدامها عن ثمة دفئ يروي تفاصيل الحنين ولمسات يديها كفيلة بأن تصنع جيلاً يبني تمثالاً ويطلق عليه "عاصمة العالم وقلب السلام"

أمي كل عام وأنت وردة تفوح قلبي ومهجة تعانق كل أمالي

تعليق عبر الفيس بوك