العرس المسقطي

علي بن بدر البوسعيدي

لازلنا نعيش أجواء واحتفالات العرس المسقطي السنوي الجميل وهو مهرجان مسقط السنوي، الذي يحتضن ضيوفه من كل حدب وصوب، عمانيين وعرب وأجانب، يستمتعون بفعالياته وأنشطته وعروضه، حيث يتوافدون بالآلاف على متنزه العامرات والنسيم يتابعون كل يوم كل ماهو جديد ومفيد وجاذب للاهتمام ومصدر للمتعة.

وهنا يجدر بنا أن نؤكد على أهمية الاستثمار الاقتصادي والثقافي والسياحي لهذا الحدث السنوي الكبير، وذلك من خلال التقييم الدقيق لكافة الفعاليات ومدى تجاوب الجمهور وأولوياتهم، وكيف يمكننا أن نروج لتراثنا وفنوننا واستثمار ذلك في دعم السياحة وتنميتها، فالسياحة ليست فقط وجهات سياحية وهي متوافرة بكثرة والحمد لله بمختلف أنواعها، ولكن أيضاً تلك الروح الكامنة في فنوننا وتراثنا الممتد عبر التاريخ من أهم عوامل الترويج السياحي لبلدنا الحبيب، وكما نلاحظ  من خلال برامج التواصل والنقل الحي أيضا للمهرجان أنه يسلط الضوء على التراث التابع لكل الولايات العمانية حيث يجتمع كل شيء في مكان واحد، وهو ما يوجب على الجهات المعنية الترويج لتلك الفعاليات في مختلف المناطق والأماكن التي يتواجد بها السياح في الفنادق والمطارات والطرق ومختلف الوجهات السياحية.

وكان من المناسب أن المهرجان شمل من الفعاليات والعروض التي قدمتها فرق من مختلف دول العالم وخاصة تلك التي يقبل عليها الأطفال وتزامن ذلك مع إجازة نصف السنة الدراسية للطلبة والطالبات وهو ما أدى إلى تضاعف الإقبال على المهرجان.

وأيضا هناك الحفلات الغنائية كل يوم خميس حيث يحييها فنانون عمانيون كما يتضمن المهرجان ضمن فعالياته (طواف عمان) وهذه المسابقة ذات فائدة من ناحية الترويج للسلطنة وولاياتها من خلال خط سير الماراثون في ولايات عديدة وحيث إن فعاليات الحدث الرياضي الهام تنقلها محطات عالمية مشهورة ولها ملايين المتابعين، وهو ما يقدم خدمة جليلة للسياحة والتعريف بالسلطنة في مختلف دول العالم.

ويستمر المهرجان في بريقه المتصاعد منذ انطلاقته وحتى يوم الختام؛ مثرياً السياحة الداخلية، ومقومات محافظة مسقط العامرة بالأصالة والتجدد، وليوثق صفحات جديدة وفق مضامين متنوعة وأهداف واعدة أمام المجتمع، الذي بدوره أسهم في إنجاح ما تحقق ويتحقق في دورات المهرجان المتعاقبة.