علي بن بدر البوسعيدي
مَع كل مباراة نتابعها في بطولة أمم آسيا 2019، هذا الحدث الرياضي الكبير الذي يُقام بطابع عربي، على أرض عربية خليجية، نُشَاهد الإصرار وروح المنافسة مُجسَّديْن في الملعب، كما يُمكننا أن نلمسَ هذا الإصرار وروح المنافسة في التنظيم الجيد للبطولة في أكثر من مدينة إماراتية، وهو ما استحقَّ إشادة من المشاركين في البطولة من رياضيين وفنيين وإداريين، خاصة فيما يتعلَّق بحَجْم الجهد الذي بذله الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
كما تكتسبُ تِلك النسخة من البطولة القارية أهمية خاصة؛ كونها الأولى التي تقام بمشاركة 24 منتخباً؛ منها: 11 منتخباً عربياً؛ مما شكل وجبة دسمة للجماهير العربية من المحيط إلى الخليج.
وبغضِّ النظر عن النتائج التي حققتها الفرق الخليجية والعربية في البطولة، فإن المؤشرات الحالية تؤكد أن البطولة سوف تصل إلى مستويات عالية في المباريات القادمة، وقد شهدتْ البطولة الآسيوية ولادة العديد من المنتخبات واللاعبين الجدد.. المنافسة في بطولات آسيا، وكما هو معروف، هي منافسة أزلية، والكل يرغب في الظفر بالألقاب والكؤوس؛ فالمنافسة في بطولات آسيا ليست حكرا على منتخب دون آخر، والجميع لديهم القدرة على مخالفة التوقعات، كذلك فإنَّ بطولة كأس آسيا لها خصوصية خاصة في قلوب كل الشعوب الآسيوية، ولها امتيازات في النسيج الأخوي والترابط.
وكان من المشاهِد اللافتة في هذه البطولة أنَّ المنتخب اليمني حقق ما يُشبه المعجزة عندما تأهل إلى نهائيات كأس أمم آسيا، والبلاد تدِّمرها الحرب، والمجاعة تهدد الملايين من أهلها، وقد توقَّفت كرة القدم في اليمن تماما. فالدوري المحلي معلق إلى أجل غير مسمى، والمنشآت الرياضية كلها تدمرت، والملاعب تحولت إلى خراب، والفرق لم تعد موجودة، بسبب الحرب.
أخيراً.. يجب علينا تَوجِيه الشكر والتقدير إلى المنتخب العُماني الذي بذل ما في وسعه خلال مواجهاته القوية، ولم يُقصِّر لاعبو الفريق، بل كانوا على مستوى التحدي، كذلك يجب توجيه الشكر والتقدير إلى الجمهور العماني الوفي الذي ساند مُنتخب بلاده في مباراياته التي لعبها، وبدا وكأن منتخبنا يلعب على أرضه في مسقط، حتى إنهم وجهوا التحية للاعبي الفريق رغم الهزيمة أمام منتخب إيران بثنائية مقابل لا شيء.