المهجر بين المعاناة والحنين


عبير السيد | فلورنسا  - إيطاليا

وحدة تقبل القلوب وتوشمها  بعطر حزين يسمو فوق حب  مطلق  وحنين أبدى  
بين خوف  وأمل  
بين ابتسام  وأنين  
"أعطنى الناي وغنِ .. فالغنا سر الوجود "
"وأنين الناى يبقي .. بعد أن يفنى الوجود "
جبران خليل جبران
"وطن النجوم أنا هنا حدّق .. أتذكر من أنا "
"أنا من مياهك  قطرةً .. فاضت جداول من سنا "
  إيليا ابو الماضي
ماهو المهجر و لماذا تمتزج حياة المهجر بكل هذه الألوان معا؟
أسئلة كثيرة تدور دائما في عقل المغترب  فلا يجد لها إجابة محددة  توقِف  ذلك النبع المتفجر من الحنين  وذلك الناى الذي لا يتوقف عن الصفير بين غناء وبكاء.
كلمة مهجر هي اسم مفعول من هجر أي ترك الوطن ورحل إلى بلاد الهجرة ليحمل دائما  لقب مهاجر وقد أطلق لقب أدباء المهجر علي أهل الشام ممن هاجروا الي الأمريكتين الشمالية والجنوبية فيما بين 1870 حتى أواسط 1900م
بدأت بصماتهم تطبع  وتنقش أشعار وأدب المهجر مع بداية الحرب العالمية  فيما سمي بالمدرسة المهجرية.
فوزي المعلوف، وايليا أبو الماضي، وميخائيل  نعمة،و جبران خليل جبران  وغيرهم.
وسواء أكان المهجر بعيدا أم قريبا يأتي دائما صوت الناي الحزين متدفقا يحمل معه أنين الغرباء في فضاء غير الفضاء وأرض غير الأرض، زمن يركض ووقت يمر ويبقي دائما ينبوع الحنين لأوطان لا نعرف أنسكنها أم تسكننا؟  
هل تعلم أن لكل مهجر ملاك صغير حارسًا للقلوب بين زخات الجليد وفراشات بيضاء محلقة حول شمس رقيقة
وقمر فضي  أتناثرُ هنا وهناك أبحث عن قلبي !.. أحفر أكوام الجليد بيدين ترتعدان   
أين هو ؟
هل فر من جديد  إلى الوطن؟
لقد اعتاد الفرار
منذ أن  رحل شريدأً بين البلدان
يتذكر كل همسات الماضي
يعلق بالذكرى ويرسمها على  الجدران  
أتذكر يا وطنى !
أتذكر رائحة الحب على الجدرانِ!
وبقايا فتافيت الخبز على أفواه العصافيرِ  طواف الشاي وأضواء القناديل ِ
الوطن اأدا ما كان جدران الوطن وشم، حنين  برائحة الحب ينبع في الوجدان.
.. لماذا  المهجر؟  
عن معاناة المرأة المهاجرة مجموعة  الهروب من جنة آدم  
بين كل العيون   
التائهة بين  ظلال  وجدران    
بعيدة باهتة
وقريبة صفراء
تنسج أشعاراً  
عن الحضن  والمقبرة
ترسم أوهاما كالحقيقة
 لا  تتماثل للشفاء  
عن جدة تغزل المناديل من صوف وشرايين
ترتدي السحاب
وتصاحبني في الليالي المقمرة
تركض معى هنا وهناك  
تسابقني
ترسم وجهى الإفريقي على  جليد غربي  
 تدفىء القليل من  برد المهجر، بوجوة تشبهني
لنساءٍ  حزينات
كل الوجوة تظهر.. إلا وجه الوطن
 يهرب داخلى
هاتفا  زمليني  زمليني
وجه من طين
يحتمي بوجه جدتي
من الحقيقة
التي يعرفها  
عن جنة الغرباء
الهروب  من جنة آدم.  

 

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك