هي .. قصة قصيرة


امير كريم | العراق
تقف أمام منضدة الزينة تلبس فستانها الجديد الذي اشترته قبل يومين بلونه الماروني القاتم، اللون الذي تحب أن تظهر فيه بالمناسبات  وبالتصميم الذي يبين نحافة خصرها  وبياض جيدها، وتتقن رسم كحلها بعد أن تعلمت ذلك من الفيديوهات التي تتابعها، وتصفف شعرها بمكواة الشعر التي كانت ضمن تجهيزات الزواج الذي يدخل عامه الخامس بدون حمل واحد ولسبب تجهله، وتصعد إلى السطح لتتناول خرطوم المياه الموضوع كدائرة محيطة بفتحة الخزان.
ملمس الخرطوم الناعم يذكرها بخوفها منه حين هددها ابوها به لو تكرر ذكرها لأمها الهاربة، تصعد على الكرسي وتعقد الخرطوم حول عمود المروحة السقفية عدة عقد، وتربط طرفه الآخر برقبتها التي لاتزال عليها آثار زرقاء لشفتي الزوج، ثم تدفع الكرسي برجليها المصبوغة الأظافر بلون متلائم مع لون الفستان وتبدأ بالغناء مع عبد الحليم الذي تسمعه من هاتفها الموضوع على المنضدة " هي دي هي فرحة الدنيا دق ياقلبي غني ياعنيا"

 

تعليق عبر الفيس بوك