حمود بن علي الحاتمي
افتتح مؤخرًا طريق الباطنة السريع تحت رعاية صاحب السُّمو السيد فاتك بن فهر بن تيمور آل سعيد الموقر بحضور معالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات، وطريق الباطنة السريع يُعد أحد المشاريع الإستراتيجية وأشرفت وزارة النقل والاتصالات على تنفيذه ويبدأ من نهاية طريق مسقط السريع بمنطقة حلبان وينتهي بخطمة ملاحة بولاية شناص بطول (270 كم)، ويشتمل على (4) حارات مرور في كل اتجاه بعرض (3.75) متر لكل حارة مع أكتاف أسفلتيه خارجية تبلغ (3) أمتار وداخلية بعرض (2) متر وإنشاء (23) تقاطعا علويا نموذجيا موزعة للحركة المرورية و(17) تقاطعا علويا، و(12) نفقا أسفل الطريق و(25) جسر وادي نموذجي.
واستبشر المواطنون خيرًا بهذا المنجز الوطني وهو من شأنه توفير أسباب الراحة والارتقاء بمرافق الحياة وإتمام الرفاهية والعيش الكريم للمواطن العماني، وما نشهده اليوم من تقدم وعمران وازدهار كما وصف ذلك معالي وزير النقل والاتصالات إبان افتتاح المشروع، وقال إن افتتاح الطريق يدلل على تكامل الربط اللوجستي بين المنافذ البرية والبحرية والجوية ومواقع الإنتاج المتمثلة في ربط الموانئ والمطارات والمناطق الصناعية والاقتصادية الحرة ومنظومة المواصلات الحديثة بطريق إستراتيجي يلبي متطلبات التنمية المستدامة ويظهر النمو المستقبلي للسلطنة.
الآمال والطموحات كبيرة لهذا الطريق كما يصفها الجميع ومما لا شك فيه أن الطرق في السلطنة شهدت نقلة نوعية خلال الثماني سنوات الأخيرة. من خلال طريق الشرقية وطريق نزوى- ثمريت قيد الازدواجية وقد قطع مراحل متقدمة.
وبالعودة إلى طريق الباطنة السريع وبعد افتتاح الحركة المرورية تفاجأ المواطنون بعدم وجود إنارة على الطريق مما يضعف الرؤية الليلية فيه خاصة أنه يقطع أودية ومتعرجات جبلية وتلال رملية وتتواجد على مساره عزب الجمال وتتواجد الجمال على مسار الطريق وقد حدثت حوادث شنيعة منها حالات دهس الجمال نتيجة عدم تمييزها في الليل وكذلك حوادث التدهور نتيجة عدم وضوح مسارات دخول الجسور ومخارجها
حيث تعرض مؤخرًا أربعة شباب لحادث دهس جمال أثناء ذهابهم للكلية ليلا نتج عنه إصابات بليغة ومتوسطة حيث لا يزال شاب يدرس في الكلية العسكرية في غيبوبة تامة
ومن الحوادث المؤسفة أراد شاب إنقاذ أشخاص في حادث وهو في الاتجاه المعاكس من الشارع وأخذ يركض باتجاه الحادث ويقطع الشارع ولم يلحظ عدم تواصل الشارعين فوق الجسر وسقط من أعلى الجسر في الوادي وهو يُعاني الآن من إصابات في الظهر.
لا شك أن الطريق مهم اجتماعيا واقتصاديا وقد عملت الجهات المعنية على طرح مزايدات لإنشاء محطات للخدمات تتضمن محطات تعبئة الوقود ومحلات تجارية ومساجد وغيرها إلا أن ما يحتاجه حالياً إنارة الطريق على وجه السرعة وذلك للتخفيف من الحوادث.
فكثيراً ما نسمع عن الطاقة المتجددة وما يتحفنا به المبتكرون وهذا ما شاهدناه في جائزة الرؤية لمبادرات للشباب وتلك الإبداعات ونتمنى أن تقوم الجهة المعنية بالبحث عن حلول علمية بالاستعانة بهؤلاء الشباب في إيجاد مبتكرات في إنارة الطريق عوضا عن الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية وذلك للتخفيف من عبء الميزانية العامة للدولة.
شكر وتقدير إلى كل من يضع ثقته في جريدة الرؤية وفي كتاباتي فدائماً تأتي إليَّ مواضيع يقترحها القراء تمس حياة المواطن العماني ومنها الخدمات والمشاكل التربوية والاجتماعية.. فكم نسعد بمتابعتكم لجريدة الرؤية وما يكتب فيها.