الأحمر والمشوار الآسيوي

 

حسين بن علي الغافري

 

يبدأ مُنتخبنا الوطني لكرة القدم مشواره في نهائيات كأس آسيا 2019، يوم الأربعاء المُقبل عندما يواجه منتخب أوزبكستان في أولى مباريات الفريقين في البطولة التي تحتضنها العاصمة الإماراتية أبوظبي. المُنتخب أمام مشوار جديد في مشاركته الرابعة في البطولة، ويبدو أنّه اكتسب الخبرة والإلمام الكافي في خوض تجربته الجديدة في البطولة القارية، منتخب توفّق في مجموعة صعبة تقريباً بتواجد الكمبيوتر الياباني بالإضافة إلى تركمانستان.

***

وبطبيعة الحال تنعكس درجة قوة الحضور والاستعداد للمنافسات من المباراة الأولى التي تعكس مدى الجاهزية والانطباع حول قدرات المنتخب في كسر عقدة دور المجموعات وتجاوز هذا الدور إلى دور الـ 16، وبطبيعة الحال فالمنتخب تمرّس على مباريات عديدة في معسكره الداخلي والخارجي ويفترض أن يكون المدرب قد وجد توليفته المثالية ووقف على إمكانيات واستعدادات جل اللاعبين. صحيح أنَّ الصدمة التي حملتها نتيجة المباراة الودية أمام المنتخب الأسترالي في مباراته قبل الأخيرة في معسكره بالإمارات أنتجت تساؤلات عديدة وضبابية واضحة من الجماهير المحبة للأحمر، فكل من رسم الطموحات العالية ورفع سقف الأمنيات إلى السماء أتوقع بأنّه رجع إلى الأرض بكلتا قدميه، المنتخب في تعامله مع بطولة قارية يختلف عمّا شاهدناه في كأس الخليج التي حققها الأحمر في الكويت العام المنصرم. الجميع يدرك أنّه لا يوجد ترابط بين البطولتين، فالمباريات ونوعيتها لا تتشابه مع أندية غرب آسيا وكذلك شرق القارة. مباراة أستراليا والخسارة بخماسية بيضاء لا ينبغي أن نحمّلها أكثر من مجرد لقاء ودي كشف الخلل والأعطال التي بحاجة إلى ترميم وتدخل سريع من المدير الفني للمنتخب. وأعتقد أن فيربيك حصل على فرصة ذهبية بهذه المباراة التي أوضحت ما يجب أن يقوم به من تعديلات. وهذه طبيعة اللقاءات من هذا النوع.. لا تتجاوز مسألة الوقوف على استعدادات اللاعبين وتصحيح الأمور الفنية.

***

ما أريد أن أقوله أننا نثق في المنتخب ونقف معه في مشواره القاري وكما أسعدنا وفاجأنا في خليج 23 بمستواه الرائع وحضوره الكبير فهؤلاء اللاعبون قادرون على بذل الجهد بشكل مضاعف من أجل عُمان ورفع اسمها عالياً. ولعل الفرصة تبدو أكبر خصوصاً هذه المرة لأنّ خيارات التأهل والمرور إلى الدور المُقبل باتت أسهل من ذي قبل. فمع الإجراءات المعدلة على البطولة فالفرصة كبيرة في عبور منتخبنا إلى الدور القادم سواء بتأهل مباشر كأول أو ثاني المجموعة، أو حتى بصفته أحد أفضل أربعة منتخبات احتلت المركز الثالث في كل المجموعات. صحيح أن الطموح أن نبتعد عن الحسابات المعقدة من هذا النوع ونتجاوز المجموعات في خطوة أولى ومن ثم تبدأ مرحلة الأدوار الإقصائية التي تختلف النظرة إليها والتعامل معها بشكل كبير. دعواتنا القلبية لمنتخبنا الوطني في مشواره القادم ومباراته الأولى أمام تركمانستان وبإذن الله "فايزين".

 

HussainGhafri@gmail.com