"مكتبة السندباد".. منارة المعرفة لأطفالنا

علي بن بدر البوسعيدي

مُنذ أن قرَّرت جريدة الرؤية إنشاء مكتبة السندباد المتنقلة للأطفال كواحدة من مبادراتها المجتمعية الهادفة، وهي تدرك أنها تغرس على خارطة الوطن منارة للعلم والمعرفة، وتنثُر حبَّ القراءة والاطلاع على الأطفال بمختلف أعمارهم، وها هي تواصل عامها الخامس، وهي تغرس بذور المعرفة والقراءة في كافة ربوع السلطنة، تواصل جولاتها بين المدارس المختلفة، وتشارك في كافة الفعاليات ذات العلاقة، والتي تتيح لها أن تحقق الفائدة المرجوَّة لأكبر عدد ممكن من الأطفال.

وقد اختتمت هذا العام بجَولة مُوسَّعة في كافة ربوع ولاية مصيرة؛ حيث نظَّمت أنشطة منوعة، هدفتْ لتعزيز ثقافة القراءة وغرسها لدى الأطفال في عدة أماكن؛ مثل: نادي مصيرة الرياضي، والمتنزه البحري، وقدمت المكتبة العديد من الأنشطة لأطفال مصيرة؛ تضمنت الحلقات القرائية والقراءة الجماعية والرسم والتلوين والمسابقات الثقافية المختلفة، وألقى الأطفال قصائد، وتمَّ توزيع الكتب المجانية على الأطفال، وتواجدت المكتبة برفوفها المحملة بالكتب المنوعة والمخصصة للأطفال ليتزودوا منها، في تظاهرة ثقافية كبيرة.

ورَغْم مشقة وعناء السفر والتجول بين الولايات والمحافظات، إلا أن ما تحصده المكتبة والقائمون عليها من ردود أفعال إيجابية من الأطفال ووذويهم تشعرنا بسعادة غامرة، خاصة وأنَّ لدينا قناعة مؤداها أن من حق الطفل أن يحظى بفرص في القراءة والاطلاع، وأن يروي عطشه للمعرفة والتزود بالعلوم المختلفة؛ من أجل إعداد جيل قوي متعلم مثقف واعٍ.

وقد جاء تدشين مكتبة السندباد المتنقلة، ضمن المبادرات المجتمعية التي تطلقها المؤسسة من منطلق مسؤوليتها الاجتماعية، وفي إطار التفاعل مع قضايا المجتمع والإسهام الإيجابي فيها. وهدفت إلى غرس حب القراءة وتأصيل شغف الاطلاع في نفوس الأطفال والناشئة حتى يشبوا على هذه العادة الحضارية، وتكون وسيلتهم للاستزادة من العلوم ودعم حصيلتهم المعرفية وتنمية مداركهم، ليكونوا مؤهلين لمواجهة تحديات المستقبل بكفاءةٍ، كما تكتسب المكبة أهمية خاصة مع تزايد الاهتمام بالألواح الإلكترونية ووسائل الترفيه الحديثة التي تلتهم أغلب الوقت وتسيطر على الأذهان، وتعويد الطفل على القراءة هو أفضل مواجهة لهذه المشكلة، خاصة وأن جولات مكتبة السندباد المتنقلة تقوم بتعريف أطفالنا بتاريخ الأجداد المليء بالإنجازات.