التنمية السياحية المنشودة

 

علي بن بدر البوسعيدي

تتواصل جهود التنمية السياحية منذ سنوات طويلة بهدف التأكيد على أنَّ القطاع السياحي يُعد من الركائز الأساسية للتنمية الاقتصادية المستدامة، وقد احتل مكانة متقدمة في الاقتصاد العالمي منذ أكثر من خمسة عقود، وسجل كذلك معدلات نمو إيجابية حتى في فترات الركود الاقتصادي العالمي.

وقد أولت حكومة السلطنة خلال العهد الزاهر من حكم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- اهتماماً كبيرًا بقطاع السياحة نظرًا لما تتميز به السلطنة من مقومات وإمكانيات وموارد؛ إذ تتميز السلطنة بالتنوع التضاريسي والجيولوجي، فهناك السلاسل الجبلية الشاهقة، والصحاري والكثبان الرملية والشواطئ والسهول والأودية، كما تتميز السلطنة بإرثها الحضاري وتاريخها العريق الذي يمتزج بالحاضر والمعالم الأثرية التي تنتشر في ربوع المحافظات، إضافة إلى الثقافة العربية الأصيلة والإنسان العماني الذي يتسم بالترحاب وحسن المعاملة.

وفي هذا الصدد يمكن القول إننا لازلنا بحاجة إلى المزيد من المنشآت السياحية والخدمية في بعض المناطق التي تحتاج إلى ذلك مثل الولايات التي تحتضن وجهات سياحية مثل وادي بني خالد وغيرها من الأماكن التي تحظى باهتمام من السائحين سواء كوجهات طبيعية أو تراثية وأثرية، وفي هذا يمكن الاعتماد على أبناء تلك المناطق وتشجيعهم على إقامة مشاريع محلية تجذب السائحين مثل الغرف الفندقية على الطراز العماني والبيوت التراثية، وهي مشاريع بالفعل تحرص وزارة السياحة على تشجيعها وتبنيها خلال السنوات الماضية وتواصل ذلك، ومنها مشاريع نالت شهرة ونجاحاً في الحمراء على سبيل المثال لا الحصر، لكن نحتاج أيضاً إلى توعية الشباب وتشجيعهم على إقامة مثل هذه المشاريع سواء كانت فنادق أو مطاعم ومنشآت خدمية مختلفة.

كذلك نتساءل عن كيفية الاستفادة بشكل أكبر من سفن الكروز السياحية، والتي يمكن أن تتحول إلى ركيزة مهمة لنمو السياحة وتعزيز مساهمتها في زيادة الدخل وتنويع مصادره إلا أن النتائج المتحققة في قطاع السفن السياحية لا تزال دون الطموحات مقارنة بما تمتلكه السلطنة من مقومات وإمكانات هائلة، وبالتالي نحن بحاجة إلى العمل على الاستثمار الأمثل لهذا القطاع سواء من حيث الترويج للسلطنة عالمياً كوجهة أساسية هامة لتلك السفن، أو تطوير الخدمات التي تقدم للسياح القادمين إليها، كذلك إضافة لمسات تراثية وحضارية من خلال الاحتفاء بالسائحين وتعريفهم على مزايا السلطنة وحضارتها وفنونها وتراثها من خلال برامج معدة سابقاً بحيث يتحول هؤلاء السائحون إلى مصادر دعاية وترويج للسلطنة في بلدانهم.