وثاق رحاب عمر في معرض القاهرة للكتاب


القاهرة – خاص الرؤية


عن المكتبة العربية للنشر والتوزيع صدرت رواية  "الوثاق" للكاتبة رحاب عمر رواية تسافر عبر أوجاع الأمة العربية ، والإرتباك الكائن لأحوال البشر ، وتغير المصائر بسبب الأحوال السياسية فى المنطقة.. ترتيبات وأحداث غيرت النفوس والمقادير،  وقلبت موازين الحق ، وجعلت للباطل سطوة وسلطة،  تآمر ينكره المثقفون،  ويتجاهله المتخاذلون، ويبنى عليه المتواطئ مجدا وثراء.. حول الإرهاب،  والبحث عن معنى ، ومن جوف من خرجت الكلمة ، والمقصود منها، والتوارى خلفها.. ليست بحثا عن معنى اصطلاحى ، لكنه تفكيك لأواصل المعنى المقصود حتى يعى المتخبطون، كيف انزلوا...  حول المعنى والمضمر منه  كان البحث،  الذى افضى عن حقائق،  وأدلى بالفكرة .. الفكرة التى كل ما تحتاجة بشر يؤمنون بالأوطان،  ويصدقون بأنهم يستحقوا.
"الوثاق" أحدث رواية للكاتبة رحاب عمر فى ميزان العدالة الوقتية ، تلك  الثوابت مائلات، عدالة تتشبع بالدسم السام الذى يتغلغل حتى بواطن العقيدة ، ،فتخلع زيها كلما جدت المطامع بتعرٍ  من وحى الشيطان تتبنى طرائقها، تتعالى لكنها فى النهاية صرح من ظلم وإجحاف
هؤلاء  - مدعى العدالة - يتطاولون بالمكر،ويتعالون فى الخداع،  يصلون فى كهوف الوهن صلاة جنائزية مع عماليق الشر ،وتكبر الدائرة ، تلك الحمراء ،فى جوفها  تقرع كؤوس الخديعة ،وتتعالى ضحكات العاهرات ،وتحاك المؤامرات عند الحافة تتلون الأرض بلون الحناء ، وتعلق الزينات، وتُرتدى الأقنعة، يُقال للسماء هيا امطرى فتمطر، وكأنما أرباب العقيدة  صعدوا سدرة المنتهى من الورع  وأخذوا إجازات وممنوحات للتحكم فى المصائر، وهم فى الحقيقة قرناء الشيطان وعزوته.  التاج فوق رؤسهم وصمة لكنهم لا يفقهون، مدعو العقيدة لا يعقدون قلوبهم على خيرا ابداً ..
مقطع من رواية: الوثاق:
فى شرفة حجرتى ، رأيتك كثيراً تجلس فى المقعد الفارغ صوب مقعدى، تتناول معى القهوة الصباحية، تقرأ الجريدة بنهم ،تحادثنى عن جلسة مجلس الأمن الأخيرة ،والقرارت غير المسئولة بحق الشعب السورى ،وعن التواطؤ الدولى الغير معلن مع الإرهاب، وعن المبررات الغير منطقية التى تتحدث بها أمريكا للبقاء فى سوريا ، أسمعك تسب الموقف العربى المتخاذل أمام ديكتاتورية العالم المتعجرف
وتنتقد ترك الساحة للجرذان تنتهك أكبادنا
ثم أراك تلقى بنظارتك ساخطاً فوق منضدة
تتوسطنا، فتندلق قطرات القهوة من الفنجان
مبدياً انزعاجك من نظام الثانوية العامة الجديد ، وزيادة الأسعار الأخيرة، وأنا أقول
لك خذ الأمور على علتها.
تشرب البقية المتبقية فى الفنجان، ثم تعود للجريدة تتوقف عند إعلان الحفل الموسيقى الكبير فى دار الأوبرا المصرية. بقيادة الرائع عمر خيرت،  فتنظر لى قائلاً
استعدى  غداً لسهرة ستدهشك.
ثم تقبلنى متجهاً لعملك،  وفى الطريق تقول
انتظرينى على الغداء ،
أعد مائدة الطعام تتوسطها الفاكهة التى تحب ، وانتظرك لكنك لا تأتى،  أبقى أنظر
لمقعدك الفارغ ،وطعامك الذى ألقيه كل يوم للطيور الضالة ،مللت طعم لقيماتى المرة دونك ،أنا حتى من وهنى تتساقط سكينى
وترتعد ملاعقى ، ويجف الماء فى كأسى

 

تعليق عبر الفيس بوك