جيل عمان الجديد

 

فايزة الكلبانية

 

(1)

إنَّ ما شهدناه خلال هذا الأسبوع من أحداث وفعاليات وعلى رأسها المؤتمر السنوي الثامن عشر الذي نظمته وزارة الخدمة المدنية تحت عنوان: "دور الحكومات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030"، إلى جانب افتتاح معرض منتجات رواد الأعمال "إبداعات عمانية 6" والذي تنظمه الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة "ريادة" بالتعاون مع عدد من الجهات المختصة الداعمة لريادة الأعمال بالسلطنة، وغيره من الأحداث التي تبعث في نفوسنا دوافع وحوافز للعطاء وتؤكد لنا بأن القادم على عمان أجمل على أيدي القادة من أبنائها"جيل عمان الجديد" ، والأمل في قيادة الجيل الواعد من الشباب  العماني لمسيرة التنمية بدأ يترجم على أرض الواقع بابتكاراتهم وأفكارهم وإبداعاتهم، باعثين دعوات طموحة لصياغة رؤية عربية للنهوض بخطط التنمية وتعزيز العدالة الاجتماعية بمختلف القطاعات، حيث أكد صاحب السُّمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس مجلس الوزراء على هامش استقباله لوفود المشاركين في المؤتمر السنوي الثامن عشر الذي نظمته وزارة الخدمة المدنية أنَّ السلطنة تمضي قدمًا في دعم البحث العلمي وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال والتدريب وتأهيل الكوادر وصولاً إلى اقتصاد المعرفة الذي يرفع القدرة التنافسية للاقتصاد العُماني، وفعلاً هذه هي التوجهات الواعدة لنا نحن شباب الوطن لنعمل على تفعيلها واقعاً مدروساً وملموساً.

 

 

 

(2)

" قيادات الصف الثاني" مصطلح لطالما نسمعه يُتداول على ألسنة القادة ومدربو التنمية البشرية، والهدف منه أن تعمل الحكومات والقطاع الخاص على خلق قيادات كصف ثاني في حال غياب القائد والمسؤول الأول والمباشر لأي ظرف ما، فجاءت برامج تأهيل وتدريب القادة والكفاءات المختلفة والتي أعلن عنها مؤخرًا لترسيخ إستراتيجية توفير صفوف ثانية وثالثة ورابعة لجميع القيادات الإدارية بالقطاعين الحكومي والخاص، وتهدف إلى إكساب هذه الكوادر من الموظفين مختلف الخبرات ومواصفات القائد الناجح ليعمل على تغطية النقص والفجوات في بيئة العمل بالمؤسسة والوقوف على آليات سير العمل بمختلف مراحله، كما أن القائد المباشر والحالي موجود بينهم، لضمان أن تعمل المؤسسة في مسير منهجها الصحيح، وبهذا سيزيح القائد الحالي للمؤسسة عن كاهله بعضًا من أعباء وضغوطات العمل ويضع ثقته في هذه النخبة من القياديين من الموظفين ليتعلموا أعماله ويؤهلهم ليستلموا زمام الأمور في غيابه دون أن تختل منظومة العمل، وبذلك يصبح مطمئناً على أعمال المؤسسة في حال تغيب لأي ظرف فإنَّ هناك من هو قادر على تغطية متطلبات العمل كما وأنه موجود وقد يكون أفضل أيضا، فهنا نستطيع أن نقول بأن في مؤسستنا قائد ناجح واستطاع أن يصنع من خلفه قادة قادرين على مواصلة مسيرة النجاح بتوجيهاته، وهذا ما نلمسه اليوم حيث نجد عددا من القادة والمسؤولون في القطاعين الحكومي والخاص يحرصون على تأهيل وتدريب من يرون فيهم الكفاءة من الموظفين الشباب لديهم ليرتقوا لدفة القيادة على رأس عملهم ليصنعوا الفارق والتغيير في إدارة تضع نصب عينها تأهيل "جيل عمان الجديد" ، وواقع مؤسساتنا الحكومية والخاصة اليوم يتقلدها نماذج عمانية شابة وضعت بصمات التغيير التي نلمسها بتكاتف الجهود.

 

(3)

" الجيل الجديد للتقنية"، قد يكون هذا المصطلح اليوم هو اسم لشركات تقنية أو مشاريع ابتكارية، وهنا يكمن المستقبل الواعد لأجيال عمان الواعدين، تبهرنا أفكارهم وهم لا زالوا طلبة مدارس أو جامعات أو كليات نلتقيهم أثناء مراحل التقييم بجائزة الرؤية لمُبادرات الشباب أو نشهد ابتكاراتهم ومشاريعهم الطلابية والعلمية ببساطة الأفكار وقوة القيمة المضافة التي ستعود عليهم إذا وجدوا من يشد على أزرهم ويأخذ بأيديهم ويحول أفكارهم إلى منتج ليصبح استثمارا قد يفتح لهم أبواب العالمية، فقط شبابنا بحاجة لمزيد من الثقة والدعم والفرص وستحلق إبداعاتهم للمعالي، والمرتادون لمقر الصندوق العماني للتكنولوجيا سيرون ذلك واقعا ملموسا وسيحلقون بصحبتهم نحو عُمان المستقبل كيف ستكون كما نريد ونخطط، بفضل أفكار وابتكارات "جيل عمان الجديد".