حفظ الله جلالة السلطان قابوس لعمان وشعبها

د. محمد الشعشعي

 

لم يكن حب الشعب العُماني  لزعيم الخير  مولانا السطان قابوس بن سعيد حفظه الله ورعاه خوفا  او تمثيلا دراماتيكيا كما يحدث في بعض الدول ، وإنما اجزم يقينا بان حب العمانيون  للسلطانهم حب   صادق نابع من القلب الدي يحركه عدة اعتبارات ، منها يقين الشعب العُماني بان جلالته حفظه الله ورعاه نهض بعمان من سبات الفقر والظلم والجهل الى نور العلم والحضارة والتمدن ، وانه اطال الله في عمره  جعل من المواطن محورا أساسيا في التنمية الشاملة منذ عام سبعين الى يومنا هذا .

     فالإنسان  العُماني هو أساس كل شي في هذه البلد فهو اول من ينعم بالامن والسلام على ارضه ، وأول من تشرب  من  معين  المعرفة والتعليم حتى استطاع  ان يساهم في بناء وطنه بنور العلم الذي يرتكز  على قواعد الفكر السليم ، وهو اول  من أخذ مكانه في كل نواحي الحياه المدنية والعسكرية والأهلية فهو العسكري الذي يدافع عن الوطن وهو الموظف الذي يقدم الخدمات لتنظيم الحياه والبناء  ،  وهو المؤسس للقطاع الخاص والمصارف والبنوك  .

    فأصبح المواطن هو من قام بكل شي بدءا من البناء ووصولا الى محاكاة  الفضاء ،  وبدون  شك  ان من بنى  وشمر الساعد طيلة الخمسون  حتى أصبحت عمان اليوم بما هي عليه من تقدم وتطور  ان يدفع  بالغالي والنفيس من اجل المحافظة على هذه الإنجازات المحققة على ارض عمان ، لان الكل  اصبح الكل شريك فيها  وهذا ما لمسناه بشكل واضح في السنوات الاخيره  ولاحظنا حرص العُماني على عدم النيل من استقرار هذا الوطن خصوصا عندما شاهد الخراب والدمار والفوضى التي عانت منها بعض دول المنطقة ، وهو يجزم  بان كل طوبة شيدت في عهد النهضة العمانية لن تتحرك من مكانها الا بارادة الشعب العُماني الابي .

 

    كما ان سياسة  جلالته السلطان قابوس حفظه الله  وحكمته في التعامل مع الأحداث والمواقف في  الداخل والخارج جعلت منه ثقة منقطعة النظير عند المواطن وكذلك عند الحكومات والدول فمنذ  تولى  جلالته زمام الأمور في البلاد في ٢٣ من يوليو المجيد من عام سبعين وجه خطابا للعمانيين الذين يقيمون خارج البلد بان يعودوا الى وطنهم عمان وفق المقوله السائدة من جلالته "عفا الله عما سلف " فلم تكن هذه المقوله  فخا لمن عاد حتى وان كان قد ارتكب أخطاءا جسيمه ، وإنما  هي الكلمة الصادقه التي تم التعامل بها في عمان للعائدين اليها  طيلة السنوات الماضية حتى  اخر دفعة  منهم في  العام ٢٠١٣  فلم تكن سياسة الخوف والرعب والقتل والإخفاء القسري هي النهج  المتبع في عمان بل كان العفو والتسامح  والسلام والاطمينان هى الرساله التي تعامل بها مولاي السلطان قابوس مع مواطنيه  حتى نال ودهم ، وكسب ثقتهم  نظرا لما لمسه  الانسان من تقدير ميمون  من اب حنون لشعب مخلص وفي .

     عمان مرت بمواقف واحداث  جسام  خلال سنوات النهضه المباركة لكنها بحكمة سلطانها استطاعت ان تتخطى تلك المواقف بسلام وفق  منهج جلالته القائم على التسامح والعفو والصبر والنظرة الشموليه الواسعة لبناء دوله عصرية لا يعثر  مسارها  حدث او موقف معين . فكما اسلفت القول فان مقولة "عفا الله عما سلف "  ارجعت الي عمان كل العمانيين المغتربين في الخارج  منذ قبل سبعين والذين  ساهمو في بناء عمان والذود عن مكتسباتها بإيمان واخلاص وصدق ، وقس ذلك على احداث اوخر السبعينات والثمانينات والتسعينات وما بعد الألفين ، فلم تكن سياسة عمان دولة قايمة على السفح او تطبيق الحكم الفوري عند فعل الجرم  ، وإنما هناك محاكم وقضاء مستقل ومن ثم احكام وبعد تنفيذ بعضا من الأحكام ياتي العفو والرافه والتسامح من لدن جلالته  لشعبه ولمواطنيه ولأسرهم

 

وهذا قلما تجده في  دول العالم  لان مثل هذه الأمور تعتبر  عند هذه الدول بمثابة الخطوط الحمراء التي تنفذ فيها الأحكام بأسرع وقت ممكن .

نجد ايضا تعلق العُماني بسيده جلالة السطان  قابوس المعظم  لانه اوجده وأظهره الى العالم ومن ثم علمه وثقفه وطوره وبناء له دوله عصرية تنعيم لفضل الله بالامن ولأمان والرخاء  ناهيك على انه نأى بدولته عن مشاكل وحروب العالم والتدخلات في شؤون الغير .

حفظ الله عمان لقابوس ، وحفظ جل علاه  قابوس  لعمان سلطانا وزعيما  ، وإدام الله عليه دوام الصحة والعافية والعمر المديد ، وكل عام وأنتم بخير .