الحوثي: التصعيد مستمر.. ودعوات واشنطن لوقف إطلاق النار "كلام فارغ"

اليمن: أمريكا توقف تزويد طائرات "التحالف" بالوقود تجنبا لتهديدات الكونجرس

 

واشنطن/القاهرة - رويترز

اتَّفقت السعودية والولايات المتحدة على وقف واشنطن تزويد طائرات "التحالف" -الذي تقوده المملكة في اليمن- بالوقود؛ في خُطوة تنهِي جانبًا مُثيرا للخلاف من الدعم الأمريكي في حرب دفعت اليمن إلى شفا مجاعة.

وتأتِي الخطوة -التي أعلنها التحالف، أمس، وأكدتها واشنطن- في وقت تواجه فيه الرياض غضبًا دوليًّا شديدا، وعقوبات مُحتملة بسبب مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصليتها بإسطنبول في الثاني من أكتوبر، إلى جانب ما تخضع له من تدقيق بسبب سقوط قتلى مدنيين جراء ضربات التحالف الجوية باليمن.

ودعتْ الولايات المتحدة وبريطانيا إلى وقف إطلاق النار في اليمن؛ لدعم جهود تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أربعة أعوام تقريبا، والتي أودتْ بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص، وفجَّرت أكثر أزمة إنسانية ملحة في العالم. وقال "التحالف" -في بيان- "تمكنت المملكة العربية السعودية ودول التحالف، مؤخرا، من زيادة قدراتها في مجال تزويد طائراتها بالوقود جوًّا بشكل مُستقل، ضمن عملياتها لدعم الشرعية في اليمن.. وبالتشاور مع الحلفاء في الولايات المتحدة الأمريكية، طلب التحالف من الجانب الأمريكي وقف تزويد طائراته بالوقود جوًّا في العمليات الجارية في اليمن".

وذكرتْ قناة العربية الحدث التليفزيونية الفضائية أن السعودية تملك أسطولا من 23 طائرة من أجل عمليات إعادة التزود بالوقود؛ بينها ست طائرات إيرباص 330 إم.آر.تي.تي تستخدم في حرب اليمن، بينما تملك الإمارات ست طائرات إيرباص من نفس النوع. وأضافت أن الرياض تملك أيضا تسع طائرات من طراز هركيوليز كيه.سي-130 من الممكن استخدامها.

وقال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس: إنَّ القرار اتُّخذ بالتشاور مع الحكومة الأمريكية، وأن واشنطن تؤيد الخطوة، وستواصل العمل مع التحالف لتقليص عدد القتلى في صفوف المدنيين وتوسيع الجهود الإنسانية.

ورُبما يُمثل أي قرار منسق لواشنطن والرياض محاولة لتجنب اتخاذ إجراء بالكونجرس، الأسبوع الجاري، ضد عمليات إعادة التزود بالوقود بعدما هدد مشرعون بذلك. ومع ذلك، قد لا يكون لوقف إعادة تزويد طائرات التحالف بالوقود أثر يذكر من الناحية العملية على الصراع، الذي يعتبر حربا بالوكالة بين السعودية وإيران. وقال مسؤولون أمريكيون إن خُمس طائرات التحالف فقط يحتاج للتزود بالوقود في الجو من الولايات المتحدة.

وكثَّف التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات عملياته العسكرية في الآونة الأخيرة ضد حركة الحوثي، بما في ذلك العمليات في مدينة الحديدة الساحلية التي تعد شريان حياة لملايين اليمنيين. وكتب رئيس اللجنة الثورية العليا للحوثيين محمد علي الحوثي -في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست، أمس الأول- "التصعيد المستمر لهجمات... التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي يؤكد أن الدعوات الأمريكية لوقف إطلاق النار ليست إلا كلاما فارغا". وأضاف أن الدعوة لوقف إطلاق النار هي محاولة "لحفظ ماء الوجه بعد الخزي" الناجم عن قتل خاشقجي، كاتب المقالات في واشنطن بوست والمنتقد لسياسات السعودية، والذي أدى لتدهور علاقات الرياض مع الغرب.

ويأمل مارتن جريفيث مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن، عقد محادثات سلام بين أطراف الحرب اليمنية بنهاية العام. وعبَّر التحالف -في بيانه- عن أمله في أن تفضي جهود الأمم المتحدة إلى تسوية عبر التفاوض تشمل وقف هجمات الحوثيين الصاروخية التي استهدفت مدنا سعودية وسفنا قبالة ميناء الحديدة. وقال ماتيس إن كل الأطراف تدعم جهود جريفيث. وأضاف -في بيان- "تخطط الولايات المتحدة والتحالف للتعاون في بناء قوات يمنية شرعية للدفاع عن الشعب اليمني، وتأمين حدود بلاده، والإسهام في جهود التصدي للقاعدة وداعش في اليمن والمنطقة".

تعليق عبر الفيس بوك