الحاجة للتنمية في عبري

ناصر العبري

لا شك أنَّ النقل والاتصالات، والتربية والتعليم، هما من أهم ركائز التنمية التي عمَّت رُبوع الوطن العزيز، بقيادة باني عُمان الحديثة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله وأبقاه- والمتتبِّع لوزارة النقل والاتصالات يشعُر بالفخر والاعتزاز بالتطوُّر الكبير في إنشاء شبكات الطرق الداخلية والخارجية في السلطنة، وفق أعلى المعايير الدولية، وكذلك المتابعة الحثيثة من معالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي، الذي عمل بكلِّ إخلاص وتفانٍ للارتقاء بقطاع النقل والاتصالات.

ولكن تُوجد قرى في ولاية عبري، لم تنعم بهذه الخدمات، وسبق وقمنا بنقل مطالب الأهالي عبر جريدة "الرؤية" في عددها رقم "2450" بتاريخ 12 سبتمبر 2018م، ولم نتلقَّ أي ردٍّ من الوزارة الموقرة؛ حيث إنَّ وادي ضلع بولاية عبري يقطنُه عددٌ من المواطنين، يبلغ حوالي 1000 نسمة، وطالبوا بالخدمات الضرورية؛ مثل: رصف الطريق من الضلع إلى بلدة مسكن بطول 35 كم للتخفيف من معاناة الطلاب وحافلات المدارس، ولتسهيل وصول الأهالي إلى المستشفيات والمراكز الصحية والخدمية الأخرى، كما أن منطقة وادي الضلع تفتقرُ لشبكة اتصالات؛ حيث إن كلَّ مقومات الحياة أصبحت تعتمدُ على التواصل من خلال شبكة الاتصالات، التي أصبحت من الضروريات للمواطنين؛ فهذه المنطقة تقعُ على مجاري أودية، وبين الجبال؛ مما يُفاقم مُشكلتهم أثناء هطول الأمطار ونزول الأودية لطلب الإغاثة إذا حدث شيء لا قدَّر الله"، كما أصبح اعتماد الطلاب على إجراء بحوثهم، وتنزيل المعلومات التي تُسَاعدهم في الوصول للمعلومة من مصدرها، مطلبًا ملحًّا وضروريًّا.

ورسالتي الثانية إلى معالي وزيرة التربية والتعليم الموقرة: إنَّ أبناءكم وبناتكم في وادي الضلع بولاية عبري يُعانون الأمرَّين؛ حيث يقطعون مسافة كبيرة تقدر بـ35 كم عبر طريق وعِر مليء بالحجارة والغبار الكثيف يوميًّا، ويخرج من وادي الضلع 13 حافلة طلاب وطالبات؛ حيث يستيقظ الطلاب والطالبات عند الساعة الرابعة فجرًا يوميًّا؛ نظرا لصعوبة الشارع، وتبدأ المعاناة حيث يصلون مدارسهم في مسكن والنجيد بولاية عبري بعد الحصة الأولى، وفور وصولهم يتجهون إلى المرافق الصحية يغسلون وينفضون الأتربة من على ملابسهم. وبعد اليوم الدراسي، تُستكمل المعاناة بالرجوع إلى منازلهم؛ حيث يصلون إلى وادي الضلع حوالي الساعة الرابعة عصرا. السؤال: متى سيتناولون وجبة الغذاء والمُراجعة والتحضير والاستيعاب للدروس؟

فحسب إفادات المعلمين والمعلمات أنَّ مستواهم الدراسي في تدنٍّ مستمر، كما أن أمراض الربو تُلاحقهم من الغبار ووعورة الطريق.. إنهم يُناشدونكم معالي الوزيرة لإيجاد حلولٍ لمشكلتهم التي يعيشون معها كل يوم.