امرأة خائبة في الحب


فاتن باكير | سوريا


هذا ما أنا عليه الآن امرأة بألف سكين يخترق عظمها
كلما هربت إليك يعتريني شعور بالبرد ....
سكين لكل وقت ....
وقت الفجر حين تصطف الريح على شباكي..
وبدل أن أصلي أفكر بكم اللحظات التعسة التي ستواجهني بقية النهار....
العمل الذي أكرهه ، الأصدقاء البعيدين مثل وهَم
ابنتي التي تلومني على إنجابها بهذا الأوان المظلم
وكأنها ذاقت كل ما تكرهه من العالم دفعة واحدة ...

سكين لكل مساء.. تعس أمرّ به ....
حين أنظر إليه من طرف عيني وكأنه رجل لامرأة غيري
يحبها أكثر مني ....
يضمها في الليل ، يقبلّها حين تغفو على ساعديه
وأنا أرسم كل هذه الآهات في قلبي ولا أتعب ....
لا أتعب من العبث بأفكاري الشريرة كأن أقتله وهو نائم
أو أخنقه برجل آخر .....
أو أحبه بطريقة بدائية وأخسر نفسي....
كل هذا الصراخ في روحي ولا أعرف كيف أخرجه....

أكره الخريف لأنه يذكرنّي بكل الأشياء التي خسرتها
إنه يتيم مثلي ....
حزين مثلي....
لا يعرف كيف يبتسم فيقتحم أحزان الآخرين ويعبث بها ....
لو كان رجل لعانقته وبكينا معاً ...
لو كان امرأة لدّخنا معاً وضحكنا على بؤسنا ...

سكين آخر الليل  هذا الوجع الذي يلاحقني مثل جنّي
يسلبني نومي ...
يسلبني نفسي ....
أود أن أقتله ثم أتراجع...
بماذا لا نكون أصحابا ؟
إنه على الأقل يحرس وحدتي ويجعلني أفكر به مثل شبح حقيقي مرئي....
نتكلم عن أدق تفاصيل علاقاتنا...
مثل طعم القبلات التي أتذوقها في مخيلتي
مثل رائحة اليد التي تمتد إلى شعري....
مثل برق الكلمة التي تخرج دون أن أعي كيف خرجت
و يشرب الشاي معي ويضحك على خيبتي في الحب

أنا حقاً امرأة خائبة في الحب ....
يهربون مني بسرعة سكير فاجآه النهار مباغتاً ...
دون أن يتركوا أثر  ...
وكأن قلوبهم معطوبة...يتركونها للريح كي تذرها

أنا أبرع في الكتابة لأني مثقوبة بآلامي أحاول دس السم بالعسل كي لا أهرم....
لدي أربع وأربعون سهماً في حياتي يدفعونني للحياة
لدي قلب انتزعته مراراً ولم أتب عن حماقاته ....
لدي ثلاثة أبناء يعلمونني الضحك....
لدي أنت ... وآه منك ... آه عليك ...

 

تعليق عبر الفيس بوك