وزير البيئة يرعى ختام الأعمال.. والمعرض الوثائقي يتواصل حتى الغد

"المؤتمر الدولي السابع" يوصي بإنشاء بنك معلومات خاص بالعلاقات العمانية البريطانية بالتعاون مع الأرشيفات العالمية

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

 

  • د. جمعة البوسعيدي : الفعاليات حفلت بالحراك العلمي والبحث التاريخي والدراسات الوثائقية

 

  • د. سعيدي مزيان : تناول موضوع العلاقات العمانية البريطانية قادنا إلى البحث والتعمق في كافة الجوانب

 

 

 

الرؤية - مدرين المكتومية

أوصى المؤتمر الدولي السابع العلاقات العمانية البريطانية خلال الفترة من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر بإنشاء بنك معلومات خاص بالعلاقات العُمانية البريطانية والدول الأخرى وبالتعاون مع دور الأرشيفات العالمية والجهات العلمية المختصة في تلك الدول.

واختتمت فعاليات المؤتمر أمس تحت رعاية معالي محمد بن سالم التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية، بعد 3 أيام من الانعقاد بتنظيم من هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، في إطار ما توليه الهيئة من اهتمام كبير بالجوانب التاريخية والحضارية والثقافية والعلاقات الدولية التي تربط عمان بدول العالم، فيما سيستمر المعرض الوثائقي حتى غدًا الجمعة.

وشارك في المؤتمر الدولي الذي يستمر ثلاثة أيام نخبة من الأساتذة والباحثين والمثقفين يمثلون أكثر من 12 دولة من بينها بريطانيا والعراق والجزائر وتونس ومصر واليمن والسودان والكويت والبحرين إلى جانب السلطنة.

وناقش المؤتمر 43 ورقة عمل من خلال ثلاثة محاور وهي "التاريخي والسياسي، الاقتصادي، والثقافي".

وبدأ حفل الختام بكلمة الهيئة والتي القاها الدكتور جمعة البوسعيدي المدير العام للبحث وتداول الوثائق ورئيس اللجنة العلمية وقال فيها: مثلت علاقات الصداقة والتواصل التي جمعت عمان وبريطانيا والتي رسمت مسارات العلاقات، ومن هنا أرتأت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية إقامة هذا المؤتمر الدولي السابع، والذي تناولت أوراقه خلال ثلاثة أيام مسيرة تاريخية وحضارية والتي كشفت مستودعا كبيرا من الثراء والتنوع في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ويندرج هذا المؤتمر في سياق إبراز جذور العلاقات العمانية البريطانية، وقد لمسنا ذلك من خلال المحاور التي تناولها الباحث فى  تقديم المداخلات، وظهر ذلك غناء وثراء الرصيد الوثائقي الذي أعتمد عليه الأساتذة في أبحاثهم العلمية، وهو رصيد حي يتأسس عليه تاريخ وحضارة عمان.

أضاف: مرت ثلاثة أيام حافلة بالحراك العلمي والنشاط الفكري الزاخرة بالبحث التاريخي والدراسات الوثائقية وممزوجة بتاريخ عمان، مصبوغة بحضارتها العريقة، مقرونة بذكريات الأباء والأجداد العظماء من أبناء عمان الذين حققوا لنا هذا الإرث التاريخي العظيم، وأنجزوا هذا التراث الإنساني المجيد، وأبدعوا في البناء الحضاري الكبير، ثلاثة أيام مرت ونحن ننتقل فيها من بحث إلى آخر، ومن دراسة إلى دراسة ومن نقاش هادف إلى حوار زاخر بالعلم والمعرفة والتاريخ والحضارة العمانية والأنسانية. بالأمس القريب كانت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية الموقرة قد أعلنت عن نيتها في إقامة مؤتمر علمي دولي يعنى بالعلاقات العمانية البريطانية، وكانت البداية فكرة ودراسة، ثم تطورت إلى محاور وأهداف، إلى أن أصبحنا في هذا اليوم المبارك نحتفل بختام فعاليات وجلسات المؤتمر الدولي السابع"العلاقات العمانية البريطانية" خلال الفترة من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر الميلادي.

إن الحديث عن العلاقات العمانية البريطانية يقودنا إلى الفخر والاعتزاز بالمكانة السامية والتي تحظي بها عمان على المستوى الإقليمي والدولي، ولم تكن هذه المكانة قريبة العهد، بل هي امتداد للحضور العماني الفاعل على المستويات الإقليمية والعالمية، شهدت بذلك المصادر والوثائق التاريخية، وأشاد بها العلماء والمؤرخون والكتاب، وكل من يدرك معنى السياسة والعلم والفكر والحضارة.

التواصل الإنساني

وأضاف: منذ آلاف السنين عبر أجدادنا البحار ومخروا المحيطات وركبوا الأمواج من أجل التواصل الإنساني والحضاري مع العالم، وعرفت شعوب الأرض عمان وتحدثت بسيّرالعمانين الأمم والأقوام ونقلوا في مسيرتهم مختلف صنوف الفكر والمعرفة، وحملوا معهم قبل ذلك سماحة أخلاقهم وأصالة معدنهم، متسلحين بالإيمان العميق بالله تعالى، وبالأهداف التي كانوا يرنون إلى تحقيقها، فبلغوا من المجد ما نراه خالداً. وتعد العلاقات العمانية البريطانية نموذجًا للعلاقات الدولية الناجحة التى أصبحت محط تقدير وإعجاب من قبل ابناء الشعبين الصديقين دراسة وبحث من قبل الباحثين والمفكرين. إن المتتبع للعلاقات العمانية البريطانية سيجدها مرت بمراحل مختلفة، كل مرحلة لها ظروفها وشيوخها إلا أنها بقيت لعقود لأن كلا الطرفين يعمل على تطويرها ويسعى إلى تعميقها خاصة في المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية وغيرها.

توازن وتكافؤ

وفي كلمة المشاركين قال الأستاذ الدكتور سعيدي مزيان أستاذ التعليم العالي بالمدرسة العليا للأساتذة بوزريعة بالجزائر: شرّفتني هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بسلطنة عُمان بأن أنوب عن الأساتذة والباحثين المتمرّسين من "سلطنة عُمان، والمملكة المتّحدة، والكويت، والبحرين، والعراق، ومصر، والسودان، وتونس، والجزائر، والهند، وزنجبار". والذين شاركوا في إحياء فعاليات المؤتمر الدولي السابع "العلاقات العُمانية البريطانية" بمسقط، سلطنة عُمان، من (8-10 أكتوبر 2018م) من تنظيم هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بسلطنة عُمان حيث تميّزت العلاقات العُمانية البريطانية خلال الفترة من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر بتنوعها وحجمها ومجالاتها، حيث بدأت في إطار التبادل التجاري وإرساء علاقات اقتصادية نظّمت الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون والإعفاءات الجمركية ونوعية السلع التجارية وحركة الملاحة البحرية واستخدام الموانئ في عُمان والمناطق التابعة لها، وتوسعت العلاقات لتشمل المجال السياسي من خلال تبادل القناصل وعقد الاتفاقيات السياسية لتصل إلى أوج قوتها في القرن الثامن عشر إلى بعد منتصف القرن التاسع عشر؛ حيث هيمنت بريطانيا على البحار والمحيطات في إطار اتفاقيات تنوعت ما بين الحماية التي وقعت بين بريطانيا وعدد من الدول أو تلك التي فرضت بريطانيا بموجبها نموذجا مغايرا من الاتفاقيات تحظى بموجبها بامتيازات خاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وكرّست هذه الاتفاقيات والإجراءات وسدت كافة السبل والأبواب لضمان عدم منافسة الدول الأوروبية لها، لاسيما أن المنطقة قد شهدت تنافسا بريطانياً فرنسياً أفضى في بعض الحالات إلى الصدام العسكري والخلاف السياسي بين البلدين

وأضاف: ولهذه الغاية فإن تناول موضوع العلاقات العُمانية البريطانية قادنا إلى البحث والتعمق في كافة الجوانب التي بدأت بها العلاقات بين البلدين في مراحلها المختلفة. فلقد كشفت مجمل البحوث والدراسات المقدّمة في هذا المؤتمر اختلاف مسار هذه العلاقات، التي اتسمت في بدايتها بالتوازن والتكافؤ في الجوانب التجارية والاقتصادية وصولا إلى القرن التاسع عشر الذي شهد مرحلة تقييد حركة النشاط التجاري والاقتصادي في إطار تطور أحداث التنافس الأوروبي على المنطقة. فتنوعت المشاركة بين أكاديميين متخصّصين في تاريخ عُمان وتاريخ بريطانيا، ومثقفون وكتّاب معنيون بتاريخ العلاقات بين عُمان وبريطانيا،و مهتمون من الباحثين والدّارسين في موضوعات المؤتمر ومحاوره.

كما غطى المؤتمر الدراسات والبحوث المتعلقة بعُمان وبريطانيا خلال الفترة من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر وأسهم بشكل فعّال في توثيق ودراسة العلاقات العُمانية البريطانية وتحليل ومناقشة تاريخ العلاقات العُمانية البريطانية ودورها الحضاري في مختلف المجالات خلال الفترة التّاريخية الممتدة من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر من خلال ثلاثة محاور أساسية، المحور السياسي والتاريخي، المحورالاقتصادي، والمحور الثقافي .

جلسات الختام

وترأس الجلسة الأولى من يوم الختام المستشار محمد بن خلفان بن ناصر اليحيائي حيث استكملت أوراق المحور التاريخي والسياسي وقدمت ورقة بعنوان "الدوافع الخفية لبريطانيا لتبنيها محاربة تجارة الرقيق وأثره على الامبراطورية العمانية" وورقة بعنوان "عرب عمانيون عرب أفارقة وأروبيون تفاعلات السياسة والتجارة بين بريطانيا وعمان والساحل الداخل الافريقي 1807-1885" كما أيضا تناول المحور التاريخي والسياسي وورقة بعنوان "البعد القضائي في العلاقات العمانية البريطانية خلال القرن التاسع عشر"، واستكمل المستشار اليحيائي المحور الاقتصادي الذي تضمن ورقة بعنوان "الدور البريطاني في القضاء على الاسطول التجاري العماني وأثر ذلك" وايضا ورقة بعنوان "التبادل التجاري بين عمان وبريطانيا في القرن التاسع عشر الميلادي" إلى جانب عرض ورقة بعنوان "التنافس الاقتصادي الفرنسي البريطاني وأثره على عمان خلال منتصف القرن الـ 19م من خلال الأرشيف الفرنسي" وورقة بعنوان "الأزمة والتعافي منها: عمان قبل عام 1860" في حين أدار المحور الثقافي الأستاذ الدكتور بنيان سعود تركي والذي تم خلالها استعراض ورقة بعنوان " رحلات جيمس ويلستد في عمان وأثرها في استكشاف نواحيها وطبائع وثقافة أهلها وسياسة سلطانها " وورقة بعنوان " الدور العماني في دعم حركة الكشوفات الجغرافية البريطانية في شرق أفريقيا خلال النصف الثاني من القرن الـ 19م. هذا وتم عرض ورقة بعنوان " الجوانب المضمرة في خطاب الرحلة لرحلة جيمس ريموند ويلستد إلى عمان عام 1835م نموذجا (قراءة ثقافية) وأخيراً ورقة بعنوان "عمان في عدسة الرحالة البريطانيين من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر دراسة حول اللباس لدى الرجال والنساء وتقاليد الضيافة والاستقبال".

المعرض الوثائقي

وتتواصل فعاليات المعرض الوثائقي الذي يضم أكثر من 150 وثيقة وعددا من الصور والمجلات والطوابع والعملات التي تبرز العلاقات الوطيدة بين عمان وبريطانيا، إضافة إلى عرض عدد من الخرائط للطرق التجارية والاستكشافية وامتداد السواحل العمانية وخرائط للمدن. كما يشمل المعرض أيضا على صور الزيارات الرسمية بين سلطنة عمان وبريطانيا، إلى جانب عددا من الصور التي تعكس تواصل البلدين في الجوانب التنموية واللقاءات الودية والزيارات والاجتماعات الأخوية. ويسلط المعرض الوثائقي الضوء على مقالات تاريخية للصحف العالمية التي تتحدث عن عمان وزنجبار وسلاطينها والحياة الاجتماعية فيها، ويسرد العلاقات الدبلوماسية والودّية والاتفاقيات والمعاهدات بين البلدين.

التوصيات

1- تشجيع الباحثين على التنوع في الاعتماد على المصادر والمراجع الوثائقية العربية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية والهولندية والروسية والفارسية والبرتغالية والعثمانية والهندية واللغات الأخرى للكشف عن طبيعة العلاقات العُمانية البريطانية والدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.

2- توجيه طلاب الدراسات العليا والباحثين إلى إعداد البحوث العلمية في مرحلتي الماجستير والدكتوراة التي تتناول العلاقات التاريخية بين عُمان وبريطانيا والدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية. وتقديم منح بحثية لدراسة هذه العلاقات.

3- التأكيد على تعميق البحث العلمي وتحري الموضوعية والدقة بالرجوع إلى المراجع العربية والأجنبية في إعداد الدراسات والبحوث، وتعد الوثائق والآثار أهم الأسس اللازمة في هذا الجانب.

4- إنشاء بنك معلومات خاص بالعلاقات العُمانية البريطانية والدول الأخرى وبالتعاون مع دور الأرشيفات العالمية والجهات العلمية المختصة في تلك الدول.

5- تشجيع التنقيب والبحث عن الآثار والمحافظة عليها، وترميمها، حيث إنها تعد مصدراً مكملا للوثائق والمحفوظات في توثيق المعلومات التاريخية والحضارية.

6- التأكيد على أهمية التعاون بين الجامعات والمراكز والمؤسسات العلمية في سلطنة عُمان وبريطانيا ودول العالم، وزيادة التبادل الثقافي بينها.

7- إبراز أهمية السلام والتعايش السلمي وتشجيع قيم التسامح والعيش المشترك في تعزيز العلاقات بين دول العالم.

8- إنشاء مركز علمي يُعنى بدراسة علاقات سلطنة عُمان وبريطانيا والدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.

9- إبراز العلاقات العُمانية البريطانية من خلال التعريف بها في المتاحف العُمانية والبريطانية.

10- العمل على إنشاء مكتبة عُمان الرقمية من خلال هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، والتنسيق مع الأرشيفيات الدولية للحصول على الوثائق والمحفوظات لخدمة البحث العلمي.

11- الاهتمام بالتاريخ الشفوي (المروي) لما يمثله من قيمة علمية وفكرية في إثراء البحوث والدراسات التاريخية المعاصرة ذات العلاقة بين سلطنة عُمان وبريطانيا والدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.

12- مواصلة عقد المزيد من المؤتمرات الدولية الهادفة لتبادل التجارب والخبرات بين المؤسسات العلمية والثقافية بين سلطنة عُمان ودول العالم.

13- إصدار مجلة علمية مُحكمة متخصصة في تاريخ العلاقات العُمانية البريطانية والدول الأوروبية والولايات المتحدة في مختلف المجالات العلمية والحضارية.

14- إصدار ونشر البحوث العلمية التي قدمت في المؤتمر الدولي السابع في سلسلة البحوث والدراسات في الوثائق الوطنية والدولية التي تصدرها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بسلطنة عُمان، وترجمتها إلى عدة لغات.

تعليق عبر الفيس بوك