خلال محاضرة حول آفاق الاقتصاد الوطني بجامعة السلطان قابوس

السنيدي: مستقبل عُمان الاقتصادي يرتكز على ريادة الأعمال.. والابتكار أساس الصناعات

...
...
...

 

الرؤية - مريم البادية

ألقى معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة محاضرة بجامعة السلطان قابوس مساء أمس حول وجهة الاقتصاد العماني؛ حيث تحدث عن آفاق الاقتصاد العماني ومستقبل ريادة الأعمال وملامح النمو الاقتصادي.

وخلال المحاضرة - التي شهدت حضورًا واسعا- استعرض السنيدي أدوار المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومستقبل الابتكار ودوره في الاقتصاد، وتأثير التقنية على أعمال المستقبل، مؤكدا أنّ ريادة الأعمال هي مستقبل عمان خلال السنوات المقبلة.

واستهل معاليه المحاضرة بإبراز ما شهده الناتج المحلي الإجمالي للسلطنة من نحو 3.599 مليار ريال عماني في عام 1990، إلى 7.066 مليار ريال عماني في الربع الأول فقط من العام الجاري، معتبرا ذلك نقلة نوعية في الناتج المحلي، وتمثل هذا الناتج في النفط الخام والغاز الطبيعي والأنشطة الصناعية والأنشطة الخدمية.

وتطرق معاليه إلى أبرز القطاعات التي ستواصل الإسهام في مستقبل الاقتصاد العماني؛ وهي قطاعات الخطة الخمسية التاسعة متمثلة في قطاع النقل والخدمات اللوجستية، وقطاع الصناعات التحويلية، وقطاع السياحة، وقطاعا التعدين والثروة السمكية. وأضاف أنّ قطاعات أخرى فرعية مؤثرة ستبرز وهي قطاع الطاقة وخصوصا الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وقطاع ريادة الأعمال والذي ظهر دوره بشكل واضح في الفترة الحالية وسيتزايد في المستقبل، وأخيرًا قطاع تقنية المعلومات الذي يعد المحرك الأساسي لجميع القطاعات.

وناقش معاليه منظومة ريادة الأعمال في السلطنة، متطرقا إلى أبرز خمسة نماذج متمثلة في مركز ساس لمحاكاة الواقع، وساس لريادة الأعمال التابعين لعمان الرقمية، بجانب المركز الوطني للأعمال، وكذلك الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة "ريادة". وأشار السنيدي إلى أهم المؤسسات التي أفرزتها منظومة ريادة الأعمال، مثل شركة عكاسة لمؤسسها حمد الحارثي، وهو خريج جامعة السلطان قابوس، وبدأ هذه الشركة بثلاثة موظفين إلى أن وصلوا الآن إلى 8 موظفين، وأيضًا مشروع ركن البيتزا لصاحبه المنذر البطاشي، الذي تأسس في 2011، بثلاثة موظفين حتى بلغوا الآن 100 موظف، واستطاع أن يفتح 19 فرعًا موزعا على مختلف أنحاء السلطنة، وكذلك مطعم "برجروه" لمؤسسيْه سالم الصقري وفهد الصقري، واللذان بدآ رحلة مشروعهم من الشارع بـ17 موظفًا إلى أن أسسا مطعما خاصا، ووصلت أرباحهما 150 ألف ريال عماني خلال العام الجاري. وأشاد السنيدي بعدد من النماذج الأخرى منها الشركة الوطنية للعسل الطبيعي التي انطلقت في عام 2013 لمؤسسها محمد الشنفري، وكان قد بدأها كهواية بـ10 آلاف ريال عماني من 100 خلية نحل، واستطاع فتح 3 أفرع، وينتج 15 طنا سنويا، وكذلك شركة مندوب للتوصيل.

وتحدّث السنيدي عن الثروة الصناعية الرابعة، وأنّ البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي وانترنت الأشياء، ستطغى على القطاعات الأخرى في الفترة المقبلة، مشيرا إلى أبرز 10 مهارات يجب أن يتحلّى بها الفرد مستقبلا وهي مهارة حل المشكلات المعقدة والتنسيق مع الآخرين وإدارة الأفراد ومهارات التفكير والتفاوض وتوجيه الخدمات والحكم واتخاذ القرارات والإبداع والذكاء العاطفي والمرونة المعرفية. وعرج السنيدي على المؤسسات التي ستشارك المبتكر في ابتكاراته التي ستبقى مستقبلا وهي: مصنع الابتكار وإنجاز عمان ومركز الابتكار الصناعي وأخيرًا الصندوق العماني للتكنولوجيا.

واختتم معاليه المحاضرة بعرض بعض التجارب العمانية الرائدة في مجال ريادة الأعمال، منها شركة أسرار العارض لمؤسسها عبدالعزيز الكلباني، وشركة تيار لصاحبها عدنان الشعيلي، وشركة أجيال الملياس، ومركز القيصر لخدمات السيّارات لصاحبه قيس العدوي، وفخر الضيافة لصاحبه هاشم الحبسي، وغيرها من الشركات.

تعليق عبر الفيس بوك