في صحبة أهل الرستاق

علي بن بدر البوسعيدي

احتضنتنا الرستاق في جولة تعريفية بجائزة الرؤية لمبادرات الشباب، بشبابها ومبتكريها وقصص نجاحها وحكاياتها التي تتمتد بجذور راسخة إلى قلب التاريخ، وتمد فروعها لتلامس آفاق المستقبل.

إن الرستاق كانت المحطة الرابعة في برنامج جريدة الرؤية للتشجيع وشحذ الهمم من أجل الابتكار والدخول في برامج تخص المجتمع خاصة وأن هناك الكثير من النماذج التي حضرت برامج الجريدة واستفادت، والآن هي في السوق حيث أسست لها شركات.

محطة الرستاق كانت بلا شك حافلة بالمشاركين من شبابنا الواعد كأبناء المدارس والكليات كلهم انصتوا باهتمام إلى ما قُدم في اللقاء من شرح واقعي لشخصيات كانت لها مشاركات فاعلة في مبادرات الرؤية وجولاتها الماضية، منهم مبدعون حرصوا على أن يبصروا الجمهور بكيفية نجاحهم، كيف استطاع كل منهم أن ينطلق بفكرته ويُطورها كي تصبح مشروعاً على الأرض يفيد المجتمع، وكيف سخر كل منهم إمكانياته واستثمر التطور التقني خاصة في مجال الاتصالات ليفيد مجتمعه.

لقد كنَّا في سعادة كبيرة ونشعر بالفخر ونحن بين أبناء الرستاق الكرماء، وشبابها الذي يُحلق بأفكاره وإنجازاته نحو المستقبل، كما أن للرستاق أهمية كبيرة في جنوب الباطنة بل في عمان كلها، لاسيما مع وجود مزارات سياحية قلما تجدها في كثير من الولايات مثل قلعة الرستاق التي سكنها الكثير من أئمة عُمان وشخصياتها الكبيرة، كما أن لها مدرسة ذات شأن كبير حيث خرَّجت الكثير من الشخصيات العمانية المؤثرة، كما بها أبراج من خلالها تُصان كل الرستاق وقت الحروب والغزوات قديمًا كما أن بها قلعة الحزم التي أنشأها سلطان بن سيف اليعربي وأيضا البيت الغربي في الرستاق من المزارات الشهيرة، كذلك هناك جامع العلاية علماً بأنه كانت تدرس فيه شتى العلوم لاسيما العلوم الشرعية، كما أن هناك عين الكسفة ذات المياه الحارة وهذه المياه ذات فائدة كبيرة للذين يعانون مرض الروماتيزم وأمراض أخرى.

كما تحتضن الرستاق ضريح الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي مؤسس أسرة البوسعيد الحاكمة ونظرًا لما قام به بويع في ذلك الوقت من قبل الشعب العماني وعند وفاته دفن في هذه الولاية العظيمة إلا أنه للأسف الشديد من يزور قبره يأخذ انطباعًا غير جيد حيث لم يتم الاهتمام به، بل ترمى حتى بعض المهملات فوق سطحه، وهو ما يدفعنا إلى معاتبة الجهات المعنية ومطالبتها بالاهتمام بالقبر احترامًا للرجل الذي كان في يوم من الأيام رمز عُمان ومؤسس الدولة الحاكمة، كما أن هناك حصن المنصور الذي أنشأه سعيد بن أحمد البوسعيدي وقد رمم مؤخرًا من قبل وزارة التراث والثقافة من المزارات الأخرى الأفلاج أيضًا.