بقاء الحب !


عصام علي | مصر


لم يكن أرسطو فيلسوفا حين قال :" إن حبا أمكن يوما أن ينتهي لم يكن يوما من الأيام حبا حقيقيا " بل كان عاشقا أصيلا ، وفارسا للحب نبيلا ، تخلله الحب حتى باح له بأعظم أسراره ، وهو البقاء ! فالحب الصادق الحقيقي هو الباقي رغم أي شيء ، ورغم كل رحيل ، مهما تعرض للنكبات والزلازل يظل شامخا أشم لا يمكن لقوة الأرض هزه .
لا يصل ذؤابته أن يبلغها إلا من وَفَى ، وعاش فيه بقلبه وجوارحه مخلصا خاشعا !
يظل هذا الحب باقيا في القلب متى يمم صاحبه وجهه ، وأينما استقلت رحاله أو هبط مقامه ، لا يبرحه وإن برحه جسده ، يقيم داخله كما يقيم قلب القلب في الصدر ، لست مبالغا حين أقول : إن حياته مرتهنة به ، وقائمة عليه !!
يناجيه حين يعجز لسانه عن الحديث ، ويراه وقد ابيضّت عيناه من بعده ، ويسمعه وقد صمت أذانه من كل صوت ، هو معه كذلك ؛ لأن حقيقته فوق مدركات الحواس !
حياته لا تبدأ إلا به حتى ولو لم يعلمه ذلك ، حتى ولو غاب عنه كل الزمن ، وابتعد عنه كل الابتعاد ! هو معه باق لا يزول !
هو إكسير الحياة الذي نتم به أعمارنا سعداء ، زهور قلوبنا  لا يرويها إلا ذلك المحب الشامخ ، يرويه ببسمة ، بكلمة ، وحتى بغضبة ، نغضبه فنتذوق جمالا غير الذي اعتادناه  ، تكاد مراوح قلوبنا تقتلع فرارا بعيدا عن وكرها ؛ فلقد رأت الجمال في موضع الغضب فتحقق لها البياض وسط السواد ، والسواد  وسط البياض ولم تدرِ في أي مكان تقيم ؟!
تذوقت الحلاوة وسط اللذوعة ، واللذوعة في الحلاوة ، وفي كل الأحوال كان الأمر مدهشا عجيبا محببا لنفسها التي تقبل من محبها أقل شيء ، وتراه أكبر شيء !
إن حبا كهذا لا يمكن إلا أن يكون حقيقيا !
 لا يمكن إلا أن يدوم !
 ‏لا يمكن إلا أن يبقى ولو ذهب أبطاله ..

 

تعليق عبر الفيس بوك