طالب المقبالي
مطالبات كثيرة تحثني على الكتابة في هذا الجانب لما له من أهمية كبيرة لتوعية الآخرين الذين يجهلون هذا الجانب، ولا يعرفون الحيل الإلكترونية التي بدأت تنتشر لإثارة الفتن وتأجيج الشعوب ضد حكوماتها والتي على إثرها سقطت دول وهجرت وشردت شعوب خارج أوطانها.
فالذباب الإلكتروني كما عرفه موقع ويكيبيديا الشهير "أنه مصطلح استُحدث لوصف الحسابات الآلية أو المُبرمَجة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي عادة ما يكون الهدفُ منها هدفاً سياسيًا بحثًا، وهو بشكل عام شلّة من الحسابات الآلية المبرمجة على نشر منشور أو تغريدة مُعيّنة وذلك بهدف التأثير في الرأي العام أو جلب الانتباه والنظر إلى فكرة ما مُقابل تهميش أخرى قد تكون ذات أهمية.
وتعتمدُ حسابات البوت هذه على أكواد برمجية قد تكون سهلة في بعض الأحيان فيما تزداد صعوبة حسب نوع المهمة التي ستُكلّف بها.
فالكود البرمجي الخاص بحساب آلي يقوم بإعادة التغريد على منصة تويتر مثلاً أسهل بكثير من الكود البرمجي الذي يدفع بمجموعة حسابات آلية إلى التغريد من تلقاء نفسها".
ففي أي أزمة تولد هذه الذبابات لتنشر سمومها بين المواطنين المستهدفين للإثارة ولتأجيجهم ضد حكوماتهم.
وهناك من يُدير هذه العاصفة فيبحث عن مكامن الضعف لدى الشعوب ليبدأ التغريد حولها وخلق وسوم جاذبة ينساق تجاهها المغردون ويتفاعلون معها.
وقد شهدنا أزمات عربية وخليجية ومحلية تفاعل معها المغردون وأشعل نيرانها ما يسمى بالذباب الإلكتروني الذي يحمل أحياناً أسماء عربية وخليجية وعمانية، وغالباً ما تكون هذه الأسماء لمشاهير كبار، أو أعضاء في الحكومة، فتنطلي الحيل على عامة الناس ويتفاعلون معها، مما يؤجج الشارع وبالتالي تتأزم الأمور ويخرج الناس إلى الشوارع للتظاهر ضد الحكومة، أو ضد وزارة، أو ضد شركة، أو ضد مؤسسة، أو حتى ضد قبيلة.
وقد شهدنا تفاعلات في النطاق المحلي كارتفاع أسعار الوقود، وقضية الباحثين عن عمل، وترقيات 2010، ومؤخراً قضية البنزين 95 وغيرها الكثير.
لم تترك هذه القضايا لتحل داخلياً من قبل الجهات المعنية وإنما نشرت التغريدات ووضعت لها وسوم مؤثرة وجاذبة بغية تأجيج الشارع العماني والخليجي والعربي ليثور ضد حكومته.
ولحسن الحظ فإنَّ المواطن العماني والمغردين العمانيين تحديداً يتمتعون بوعٍ تام تجاه هذه الأمور وقد فطنوا لهذه الألاعيب، مما خفف وطأتها وتأثيرها على أرض الواقع.
فالمواطن العماني يرى بأم عينه ماذا فعلت وسائل التواصل الاجتماعي في معظم الدول العربية، وما آلت إليه تلك البلدان، والمصير الذي حل بشعوبها.
فعُمان بفضل الله ثم بحمكة قائد مسيرتها المظفرة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله- قد نأت بنفسها عن كل الصراعات، ووفرت الحكومة فرص العمل للشباب في جميع القطاعات.
ولإدراك المواطن العماني للأهداف التي ترمي إليها تلك التغريدات، نجد عشرات بل مئات وربما آلاف التغريدات التي تحذر من الانجراف تجاه التغريدات المضللة التي تهدف إلى تأجيج الرأي العام من أجل زعزعة الاستقرار.
ووصف أحد المواقع الإلكترونية أن حرب التغريدات جنودها مجهولون، وأسلحتها الحواسيب وساحتها منصات التواصل الاجتماعي، وأضيف إليه أن هدفها البلدان الآمنة المستقرة التي يعيش مواطنوها بأمن وسلام واستقرار.
ولعلي أعود يوماً لأكتب تفاصيل أكثر في هذا الجانب، فأسوق تفاصيل أكثر عن ما هو الذباب الإلكتروني؟ وماذا يفعل في الشبكات الاجتماعية؟ ومن يقف وراءه؟ وما علاقته بالأخبار المزيفة؟ وما علاقته بخطاب الكراهية؟ وما هي نتائج الانجراف خلف تغريداته.