◄ الخنجرية: المبادرة تترجم جهود "الرؤية" في المسؤولية الاجتماعية
◄ المرهون: 1% فقط حصة المرأة في الاستثمار بسوق مسقط.. وأقل بمجالس الإدارات
◄ نصائح بالتأني في التداولات وعدم الاقتراض من أجل المضاربة بالبورصة
الرؤية - مريم البادية
دشّنت جريدة الرؤية صباح الثلاثاء، أول مبادرة مجتمعية تستهدف تعليم المرأة العمانية "أساسيات التداول المالي"، وذلك في جامعة مسقط بالشراكة مع سوق مسقط للأوراق المالية، تحت رعاية المكرمة الدكتورة زهور بنت عبدالله الخنجرية نائبة رئيس لجنة التعليم والبحوث بمجلس الدولة، وبحضور أحمد بن صالح المرهون مدير عام سوق مسقط للأوراق المالية.
وتأتي هذه المبادرة ضمن خطط جريدة الرؤية للمسؤولية الاجتماعية، التي تهدف إلى دعم جهود تمكين المرأة العمانية، وتحفيزها على الاستفادة من ذلك المجال، وفتح آفاق واسعة أمامها للاستفادة من الفرص المتاحة في الأوراق المالية لأجل تحسين الدخل. حيث بلغ عدد المستفيدات من هذه المبادرة إلى أكثر من 150 امرأة عمانية. وأشادت المكرمة زهور بنت عبدالله الخنجرية نائبة رئيس لجنة التعليم والبحوث بمجلس الدولة، بجهود جريدة الرؤية في تنظيم هذا البرنامج، معربة عن أملها في أن تخرج المشاركات بصورة مغايرة عما كانت لديهن في السابق عن سوق المال، وتكون جزءًا فاعلا في الاستثمار المالي.
وقال أحمد بن صالح المرهون مدير عام سوق مسقط للأوراق المالية إنّ المرأة تسهم بدور محوري في تنمية المجتمع، في ظل ما حظيت به من اهتمام سام من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- والتي مكّنها من أن تسجل إنجازاتها في جميع مناحي الحياة، الأمر الذي يتطلب تنمية الثقافة الاستثمارية لديها في ظل ضعف تواجدها في القطاع الاقتصادي. وأضاف أنّ الأرقام تشير إلى تراجع حضور المرأة في قطاع سوق المال؛ حيث تشكل حصة استثمار المرأة حوالي 1% من إجمالي القيمة السوقية في سوق مسقط.
وتابع المرهون أنّ هناك تدنيا في تمثيل المرأة في مجالس إدارة الشركات المساهمة العامة المدرجة في سوق مسقط للأوراق المالية؛ حيث لا يتجاوز هذا التمثيل ما نسبته جزء من 1% في مجالس إدارة 112 شركة مساهمة عامة، إذا ما أخذنا في الاعتبار أنّ حوالي 800 عضو يمثلون مجالس إدارة تلك الشركات وعدد النساء فيه قليل للغاية، وهذا ما يجعلنا نقف عند هذه المعطيات ويدعونا للعمل على تجاوز هذه النسب والأرقام لرفعها إلى مستويات أعلى، حتى يكون للمرأة العمانية دورها الفاعل في التنمية الاقتصادية ومشاركتها في مجالس إدارة الشركات المساهمة العامة، مع التأكيد على أنّ المرأة العمانية لا يعوزها التأهيل العلمي والمعرفي ليكون لها دور أكبر في الحراك الاقتصادي الذي تشهده السلطنة.
وأكّد المرهون أهميّة هذه المبادرة، قائلا إنّ للمرأة دورا فاعلا في المجتمع، لذا كان لزاما أن يتم إشراكها في الحراك الاقتصادي، وجذبها نحو الاستثمارات المالية. وأشاد المرهون بدور جريدة الرؤية في اختيار مثل هذه المبادرات وتوجيهها للنساء، مؤكدا أنّ تنظيم وتنفيذ هذه البرامج تساهم في توسيع دائرة المعرفة للمشاركات في مجال الاستثمار في الأوراق المالية، وإبراز الفرص التي يمكن للمرأة أن تستفيد منها في مسعى لتطوير وتحسين دخلها. وأشار إلى أنّ سوق مسقط للأوراق المالية يدعم مثل هذه المبادرات، مُعربا عن أمله في أن تحصل المشاركات على الجرعات المعرفية الكافية من هذه المبادرة حول الاستثمار في الأوراق المالية.
وقال مصطفى أحمد سلمان الرئيس التنفيذي للشركة المتحدة للأوراق المالية إن هذا البرنامج التدريبي ثمرة تعاون بناء مع جريدة الرؤية، مشيرا إلى أنّ سوق مسقط يمثل خزنة تتيح للمرأة الاستفادة منها في زيادة دخلها عبر الاستثمار في الأدوات المالية.
وقدم البرنامج التدريبي طارق صبحي نائب المدير العام لشركة المتحدة للأوراق المالية، وتحدث في الجلسة الأولى من البرنامج عن التعريف بسوق الأوراق المالية، حيث يُعرف بأنه السوق الذي ينظم عمليات شراء وبيع الأوراق المالية مثل السندات والأسهم، ثم انتقل إلى التعريف بالأسهم وأنواعها، المتمثلة في الشهادة التي تعطى للمساهم في الشركة المساهمة لكي يمثل مقدار الحصة أو الحصص التي يشترك بها المساهم في رأس مال الشركة، وتنقسم إلى القيمة الأسمية للسهم، وقيمة إصدار السهم، والقيمة الحقيقية للسهم، والقيمة السوقية للسهم. وناقش العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع وانخفاض أسعار الأسهم، والتي تتمثل في حجم الأرباح أو الخسائر للشركة خلال العام وكذلك الأعوام السابقة، وسياسات زيادة رأس المال في الشركة، وسياسة توزيع الأرباح من حجم نسبة الأرباح الموزعة، ومدة التوزيع ربع سنوي، ونصف سنوي أو سنوي، وتغطية الشركة للاحتياطيات القانونية والنظامية، كما يؤثر في ذلك سمعة الشركة وتواجدها الإعلامي والمجال الذي تعمل فيه، ولا يقتصر ذلك على هذه العوامل بل تتعداه إلى الظروف الاقتصادية العالمية والعوامل السياسية وغيرها الكثير.
وناقش صبحي العوامل المؤثرة على حركة الأسعار، لافتا إلى أن أسواق المال تتأثر بحساسية عالية لعوامل عدة تسبب تغيرًا في الأسعار بشكل لحظي، مضيفا أن سرعة تداول الشركات تعتمد على عدد المستثمرين فيها وحجم رأسمالها، فكلما زاد رأس المال والمتعاملين كان التداول على سهم الشركة أنشط. وأبرز صبحي آلية تحديد الأهداف الاستثمارية في سوق مسقط للأوراق المالية من خلال الاستثمار بهدف نمو رأس المال المتمثل في الأرباح الرأسمالية، أو الاتجاه الآخر من الاستثمار والمتمثل في الحصول على عائد من توزيعات الأرباح. وشدد المحاضر على عدد من الأمور التي يجب الانتباه لها عند بداية الاستثمار، وهي معرفة السوق يتم البيع والشراء فيه من خلال نظريتين، الأولى تتمثل في الأسلوب العلمي والتحقق من البيانات المالية للشركات المراد التداول عليها عن طريق شراء أو بيع أسهمها، أمّا الطريقة الأخرى وهي أسلوب المضاربة، من خلال الشراء بسعر متدنٍ والبيع عند ارتفاع السعر.
ونصح المحاضر المشاركات في البرنامج بعدم التهور والاستعجال بدفع مبلغ كبير من المال لا يملكه المستثمر بل يلجأ إليه عن طريق القروض أو بيع العقارات للدخول في عالم الأسهم، إضافة للتأني في اختيار السهم المناسب للشراء، وعدم التسرع في بيع أو شراء أي سهم بناء على حركة السوق على السهم. وفي ختام الجلسة الأولى تحدث المحاضر عن كيفية متابعة أسعار الأسهم ووسائل المعلومات عن الشركات المدرجة، وذلك من خلال المصادر الحكومية وخدمات الاستشارات المالية وشركات الاستثمار ومرورا بالجرائد والمجلات.
وتطرّق صبحي في الجلسة الثانية من البرنامج إلى كيفية التعامل في سوق الأسهم من خلال الحصول على رقم مستثمر لاستخدامه في عملية البيع والشراء ثم فتح حساب تداول. وشرح للمشاركات كيفية قراءة القوائم المالية للشركات المدرجة في سوق مسقط للأوراق المالية، المكونة من الميزانية العمومية، وقائمة الأرباح والخسائر، وبيان التدفق المالي، وأخيرًا الإيضاحات، إضافة إلى كيفية اختيار الأسهم من خلال البحث عن القيمة، أو شراء سهم حسب توقعات تحرك السعر للمضاربة. واختتم الجلسة بالتحليل المالي للشركات المدرجة في سوق مسقط، الذي يهدف إلى تحويل كميّات الأرقام إلى نسب من أجل تطبيق مقارنات بينهم، وتعتمد المقارنة بين النسب الحالية والسابقة للشركات التي تعمل في مجال صناعة متشابهة أو مختلفة.
المشاركات في البرنامج عبرن عن استفادتهن من المعلومات القيمة التي تعرفوا عليها خلال جلستي البرنامج، وقالت أسماء العيسائية، إحدى المشاركات إنّ البرنامج يقدم محتوى تثقيفي كبير، حيث كشف الغطاء عن كيفية الاستثمار في سوق المال، من خلال الحصول على رقم المستثمر وفتح حساب في السوق لاستثمار، ووضح لها الحالات التي يجب الانتباه لها عند الدخول إلى هذا العالم. أمّا المشاركة إيمان الوهيبية فأكدت أنّ البرنامج منحها المعرفة اللازمة في كيفية التعامل مع الأوراق المالية، وكيفية اختيار شركات الوساطة لتوضح للعميل معلومات عن السوق ومتى يبيع أو يشتري الأسهم. وتشاركها في ذلك، زينة الهطالية؛ حيث قالت إنّ البرنامج مفيد جدا في تقديم نظرة عامة عن الاستثمار في سوق المال للمشاركات.
وشارك في هذا البرنامج فريق النداء الخيري من أجل تطوير مهارات الأسر المعسرة لتحويلها إلى أسر منتجة في المجتمع من خلال برنامج "تمكين" بحيث لا تعتمد هذه الأسر على الجمعيات والفرق الخيرية فقط، في توفير احتياجاتها، فجاءت المشاركة بخمسين امرأة لتشجيعهن على إقامة المشاريع الخاصة بهم وإعطائهم صورة واضحة عن كيفية الاستثمار في سوق المال.
