مسؤولو البلدين يؤكدون الحرص على مواصلة التعاون لدفع عجلة التنمية والرخاء

انطلاق الاحتفالات بمرور 40 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين السلطنة والصين

...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

 

◄ الحسني: عُمان والصين تتفقان على أهمية الحوار والتسامح والابتعاد عن الصراعات

◄ السلطنة رابع أكبر شريك اقتصادي عربي للصين

◄ كرسي السلطان قابوس للغة العربية يعزز معارف الأكاديميين والطلاب

◄ لين يي: تطور مستمر في علاقات الصداقة بين الصين وعُمان

◄ إزاحة الستار عن الظرف التذكاري والطابع البريدي

◄ فيلمان وثائقيان ومعرض للصور والمخطوطات العمانية ضمن الاحتفالات

 

 

 

بكين - العمانية

أقيمَ، أمس، في العاصمة الصينية بكين، الاحتفالُ الرسميُّ بمناسبة مرور 40 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين السلطنة وجمهورية الصين الشعبية الصديقة، بحضور معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام، وضيف الشرف معالي أركين أمير البك نائب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني رئيس جمعية الصداقة الصينية العربية، وعدد من المسؤولين في الحكومة الصينية، وسفراء الدول المعتمدين لدى جمهورية الصين الشعبية.

وألقى معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام، كلمة خلال الاحتفال؛ قال فيها: نحتفل معا بمناسبة مهمة لنا نحن العمانيين، وكذلك لكم أصدقاءنا في جمهورية الصين الشعبية، وهي مناسبة ذكرى مرور أربعين عاما على بدء العلاقات الدبلوماسية العمانية-الصينية الثنائية في 25 مايو 1978م. وأضاف معاليه: إنَّ العلاقات بين السلطنة والصين لم تكن حدثا عابرا صار بالأمس القريب، لكنها نتيجة حتمية للعمل بما تمليه الروح المُحِبَّة للسلام والتواصل الإنساني مع الشعوب ذات الحضارة العريقة والعميقة؛ لذلك عبرت السفن العُمانية حاملة منتوجات الأرض من وطني عمان، وهدايا تمثل ثقافة بلدي، إضافة إلى فهم عميق واحترام كبير لدولتكم الصديقة جمهورية الصين الشعبية. وأشار معالي الدكتور وزير الإعلام -في كلمته- إلى أن الصين مركز حضاري تاريخي "نعده نحن في عمان صديقا لحضارتنا؛ حيث المشتركات بيننا عديدة، فنحن شعوب تقدر المعرفة وتولي اهتماما كبيرا باحترام العلاقات الدولية، وترسخ مبادئ إنسانية نبيلة؛ منها الحفاظ على السلام العالمي وإيجاد عالم متناغم". وأكد معاليه أن مواقف عُمان والصين دائما متفقة على أهمية الحوار ونشر قيم التفاهم والاحترام بين الجميع، دون القبول بتعدي الآخرين على أراضينا، أو محاولة الزج بنا في صراعات غير مقبولة أخلاقيا لطرف دون آخر لتحقيق مكاسب اقتصادية أو سياسية، وهنا نقطة مشتركة أخرى أضيفها بين عمان والصين وهي أن المكاسب الحقيقية لنا تتمثل في بناء دولنا بما يعزز من قدرتنا على توفير الحياة الكريمة لشعوبنا والارتقاء بها، دون الإخلال بضرورات التنمية الأخرى.

وأوضح معاليه أنه في مايو الماضي وقع البلدان على مذكرة تفاهم بين حكومة السلطنة وحكومة جمهورية الصين الشعبية، حول التعاون في إطار الحزام الاقتصادي لطريق الحرير "مبادرة الحزام والطريق" طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين، وهو لم يكن أول توقيع بين الدولتين في مختلف المجالات، ففي مجال الإعلام تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين وكالة الأنباء العمانية ووكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا"، وتعددت الزيارات بين الصحفيين والإعلاميين بين البلدين، إضافة إلى أعضاء الجمعية الصينية للمصورين ونظيرتها في السلطنة، وهذا يسعدنا كثيرا.

وتابع معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني بالقول: إن السلطنة أصبحت رابع أكبر شريك اقتصادي عربي للصين، وهذا دليل آخر على وجود أرضية صلبة من العلاقات والتفاهمات بين الدولتين، وبالإمكان رفع سقف البناء عليها إلى حدود بعيدة، لتحقيق مظاهر الرخاء والسعادة للشعبين العماني والصيني والحفاظ على الاستقرار ونشر مظلة الأمان، بما يعزز تطوير الدولتين في كافة القطاعات الحيوية، وهذا برز من خلال رفع مستوى العلاقات الثنائية؛ حيث قرر قائدا البلدين إقامة علاقات الشراكة الإستراتيجية بينهما، وهو ما يتفق مع المصلحة المشتركة بين حكومتيْ عُمان والصين، وكذلك بين الشعبين، ويُسهم في دفع التنمية والرخاء المشترك.

وأكد معالي الدكتور وزير الإعلام أن القائدين اتفقا على أن يحرص البلدان على مواصلة العمل لتعزيز التواصل الإنساني والثقافي، واستمرار التعاون في مجالات التعليم والبحوث العلمية والسياحة والإعلام والشباب، مضيفًا أنه في مجال التعاون الثقافي والعلمي، فإننا نفخر بوجود كرسي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس لدراسات اللغة العربية بجامعة بكين؛ حيث يرفد معرفة المهتمين بالثقافة العربية، ويزيد من حصيلة الأكاديميين والطلاب علميا، كما أن جمهورية الصين الشعبية تحرص على توفير مزيد من الفرص للطلاب العُمانيين لاستكمال الدراسة في الصين ودعم تعليم اللغة الصينية، إضافة إلى النظر بشكل إيجابي في شأن فتح المركز الثقافي الصيني في سلطنة عُمان، مشيرا إلى الرؤية الإعلامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في خطابه إلى الشعب العُماني عام 1975، وهي إسعاد وتثقيف المواطن ونقل الصور الحقيقية لحياته الجديدة وآماله المرتقبة. وأضاف الحسني أن جلالة السلطان جعل بذلك الإعلام العماني محور اهتمامه، الوطن والإنسان، معتزلا الصراعات الخارجية، ومبتعدا عن خطابات الكراهية العرقية والفتن الدينية، وأصبحت "أنسنة الإعلام" جزءا من محاوره. واستطرد قائلا: "الرائع أن هذا الفكر العماني عن الإعلام يتداخل مرة أخرى في الفكر الصيني من خلال كتاب حول الحكم والإدارة للرئيس الصيني في موضوع آخر من خلال كلمة الرئيس في 26 سبتمبر2013، حول ضرورة توفير سند أخلاقي قوي لتحقيق حلم الصين"، مؤكدا على تحفيز جماهير الشعب على التسابق إلى الخير والاقتداء بأصحاب القيم.

ومن الجانب الصيني، ألقت سعادة لين يي نائبة رئيسة جمعية الصداقة للشعب الصيني مع البلدان الأجنبية، كلمة؛ أكدت خلالها أن السلطنة من أقدم الدول تاريخيا في منطقة الخليج، ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والسلطنة قبل 40 عاما شهدت علاقات الصداقة والتعاون بين الجانبين تطورًا في جميع المجالات ويتعزز التعاون العملي باستمرار؛ حيث تمت إقامة العلاقات الإستراتيجية بين الدولتين في مايو 1978. وأضافت أن العلاقات الصينية-العمانية في القرن الجديد تميزت بشكل طيب في شهر أبريل من العام 2008 حيث تمت مراسم تتابع شعلة بكين الأولمبية في مسقط بنجاح، وأصبحت مسقط المدينة العربية الوحيدة في هذه المراسم خارج الصين. وبينت أن التعاون الاقتصادي بين الدولتين يمثل عنصرا مهما للعلاقات الثنائية؛ حيث كانت السلطنة أول دولة خليجية تصدر النفط إلى الصين. وأكدت أن سلطنة عُمان دعمت عام 2013 مبادرة الحزام والطريق التي طرحها فخامة الرئيس شي جين بينج، وشاركت بنشاط في هذا المشروع الكبير. وفِي ختام كلمتها، أكدت سعادة لين يي نائبة رئيسة جمعية الصداقة للشعب الصيني مع البلدان الأجنبية، أنَّ الصداقة بين الجانبين أساس مهم في العلاقات الثنائية؛ حيث إن السلطنة أصبحت أول دولة عربية زارها معالي أركين أمير البك نائب رئيس اللجنة الدائمة لمجلس النواب الصيني بعد توليه منصب رئيس جمعية الصداقة الصينية العربية، إضافة إلى إقامة جمعية الصداقة الصينية العمانية، وبالمقابل أنشئت في العام 2010 جمعية الصداقة العمانية الصينية التي تعد أول جمعية للصداقة في دول الخليج العربي.

بعد ذلك، أزاح معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام، الستار عن الظرف التذكاري والطابع البريدي اللذيْن يرمزان إلى الذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عمان وجمهورية الصين الشعبية الصديقة؛ وذلك بحضور معالي أركين أمير البك نائب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني رئيس جمعية الصداقة الصينية العربية، وعدد من المسؤولين في الحكومة الصينية والسفراء المعتمدين بالصين.

وتضمَّنت الاحتفالية عرض فيلمين وثائقيين؛ الأول عن العلاقات العمانية الصينية، والثاني عن سلطنة عُمان، ومعرضا للصور وآخر للمخطوطات العمانية؛ حيث اشتملت الأفلام بين أفلام وثائقية حول الزيارات المتبادلة بين الجانبين ومجالات التعاون القائمة بين البلدين، ومشروع الاستثمار في مدينة الدقم، وفيلم "البحارة" الذي يحكي عن الرحلات التجارية حول البحارة العمانيين وطرق التجارة. فيما يشتمل معرض الصور على 40 صورة تحكي عن الطبيعة والتاريخ والحضارة في عُمان والإنسان العُماني والعادات والتقاليد والحياة البرية ومنجزات النهضة المباركة.

كما أقيم معرض للمخطوطات العمانية يشتمل على مخطوطات قديمة منذ بداية الإسلام في عُمان ووثائق تاريخية بين عُمان والصين والتجارة والطب والفقه، إضافة لفقرة موسيقية قدمتها جمعية هواة العود التابعة لديوان البلاط السلطاني.

يُشار إلى أنَّ العلاقات العمانية-الصينية تعود لما قبل الميلاد حسبما ورد في بعض المدونات الصينية التي ظهر فيها اسم عُمان. أما التبادل التجاري، فبدأ من قبل التجار والبحارة العمانيين خلال القرن الثاني الهجري؛ حيث وصلت العلاقات التجارية القديمة بين عمان والصين إلى أوج ازدهارها خلال القرن الثالث الهجري، وتتابعت الرحلات والبعثات البحرية بقيادة الملاحين العمانيين القدامى الذين كانوا روادا لطلائع المستكشفين العرب لبلاد الصين.

تعليق عبر الفيس بوك