أطفال وادي الضلع.. حزينون

ناصر العبري

تنعمُ ولايات ومحافظات السلطنة بمختلف الخدمات التي لا تُعد؛ مثل: الطرق، والصحة، والتعليم، وشبكات المياه...وغيرها من الخدمات. ولكن هناك من يعاني من عدم توافر هذه الخدمات حتى الآن.

وادي الضلع.. أحد الأودية الواقعة في أقصى شمال ولاية عبري بمحافظة الظاهرة، يتميَّز بطبيعته الجبلية شديدة الصلابة، وفي عُمق هذا الوادي وجوانبه يقطُن كثير من السكان الذين اتخذه أجدادهم قديمًا مَوْطِنا لهم، ومن خيراته يجلبون رزقهم. ويبلغ عدد سكان وادي الضلع حوالي 1000 نسمة، يسكنون على جوانبه وبمحاذاة ذلك الطريق الترابي دون أدنى خدمات.

أبناء منطقة وادي ضلع يستيقظون يوميا الساعة الرابعة صباحًا، لتبدأ رحلتهم الشاقة لطلب العلم؛ حيث إن أقرب مدرسة للطلاب تبعد عن المنطقة مسافة 35 كم، ومدرسة الطالبات تبعد أكثر عن 40 كم في مسكن والنجيد بولاية عبري. وعند نزول الأودية في المنطقة، يضطر الطلاب لعدم الذهاب لمدارسهم وتغيبهم لعدة أيام، وذلك بسبب عدم قدرة حافلات المدرسة على الذهاب وانقطاع الطريق، كما أنَّ المستوى الدراسي للطلاب يقل سنويًّا حسب المعلومات التي أكدها لي المعلمون والأهالي؛ وذلك بسبب ظهور الأمراض المزمنة؛ مثل: الربو الناتج عن الغبار والأتربة المتطايرة، ووعورة وصعوبة الشارع واستيقاظهم مبكرا؛ حيث إنهم يصلون إلى منازلهم في تمام الثالثة عصرا، وهم مُنهكين ومتعبين جدا.

لاحظ الأهالي في الفترة الأخيرة تكاسُل الطلاب عن الذهاب للمدرسة نظرا لصعوبة الشارع والبعد الزمني.. إنهم حزينون للغاية على ما يرونه يحدُث لأبنائهم، مقارنة مع المناطق الأخرى، وهم مكتوفو الأيدي لا يُمكنهم فعل شيء سوى التوجُّه إلى الله والحكومة الرشيدة بقيادة باني عمان الحديثة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم -حفظه الله- لعل تلك المعاناة تنتهي في يوم ما. كما زار هذا الوادي العديد من المسؤولين، واستمعوا إلى مطالب المواطنين، ولكن ذهبت كل المناشدات أدراج الرياح، كما زار معالي وزير النقل والاتصالات وسعادة وكيل النقل وادي الضلع، واستمعا من الأهالي معاناتهم ووعدوهم خيرا، ولكن لم يظهر أي بصيص أمل حتى الآن.