كيف يتقبل الأبناء الذهاب للمدرسة؟

منى البلوشية

عنوان المقال سُؤال طرحته إحدى الأمهات، وكثيرًا ما تأتيني أسئلة تخص الطفل، والتي أعتبرها ملاذي الذي أعشقه في عالم الطفولة. نعم، هنالك الكثير من الأمهات قبل ذهاب الطفل للمدرسة يتخوَّفن من بداية دخوله لإحدى المؤسسات التعليمية للمرحلة الأولى، والتي تعتبر مرحلة مهمة له، والتي ينفصل فيها عن حضن والديه وبيته وأسرته لأول مرة، وتعتبر مرحلة تأسيسية، وأخرى لعقد صداقات جديدة خارج نطاق محيط الأسرة، وكثيرا ما ينتاب الطفل في بداية الأيام الأولى التوتر والقلق ورسم الكثير في مُخيلته عن الصعوبات التي سيتعرض لها، رغم أنها تختلط بالسعادة والفرحة لذهابه للمدرسة كباقي أقرانه.
لا أُطيل عليكم، رغم أنني إن كَتبت سأكتب الكثير في هذا المجال؛ فالسؤال الذي تم طرحه من قِبَل إحدى الأمهات: كيف أجعل طفلي يتقبل الذهاب للروضة، أو المدرسة في مرحلته الأولى؟، تكمُن إجابته في أنه: يستطيع الأهل أن يُساعدوا أطفالهم على كسب بعض المهارات التي قد تُساعدهم على التأقلم قبل ومع بداية دخولهم للمؤسسة التعليمية، والتي من بينها المهارات الاجتماعية والعاطفية؛ فالطفل يحتاج أن يشعر بالحماس والطمأنينة لدخوله المدرسة، وهذا يأتي من خلال الوالدين بإشعارهم بحماسهم وفرحتهم لدخوله المدرسة، وبأهمية التعليم له ولهم، فلابد من إكساب الطفل عدة مهارات لكيفية التغلب على الخوف والبكاء الذي ينتابه في بداية دخوله المدرسة، ومن المضحك أن الأم هي من ينتابها الخوف والقلق أيضًا، وهذا ما قد يؤثر على الطفل، فلا تجعلي هذه المشاعر أيتها الأم تنتابك؛ لأنها تنتقل لطفلك.
ومن النقاط التي يجب اتباعها في ذلك:
1- تهيئة غرفة خاصة للطفل في البيت، وكأنها إحدى الغرف الصفية، وبها جميع مستلزمات الصف، من وسائل تعليم وسبورة وطاولة وكرسي... إلخ.
2- أخذ الأم دور المعلمة، وأبناؤها هم الطلاب؛ مما قد يُشعر الطفل بنشوة الفرح والسعادة، وتخيله لغرفة الصف التي سينتمي لها.
3- مُشاركة الطفل بشراء مُستلزماته المدرسية من قرطاسيات وحقيبة... وغيرها.
4- السماح للطفل للذهاب إلى المدرسة قبل بدء العام الدراسي ليتعوَّد على المكان ويألفه، واللعب بألعابها.
5- الاستماع لمشاعر وأحاسيس الطفل، والتواصل بصريًّا عند التحدث معه، وأخذ رأيه في المدرسة التي ذهب إليها، والتحدث معه حول الأشياء التي جذبته بها.
6- في أول يوم دراسي، لابد من مساعدة الطفل على كسب صداقات داخل صفه، وذلك بتوزيع بعض الهدايا على الأطفال الموجودين معه؛ لأن ذلك سيكسر شيئا من حاجز التوتر الذي يشعر به الطفل.
7- بقاء الأم لبعض الوقت بجانب طفلها في أول يوم دراسي ليشعُر بالأمان والطمأنينة، وليس بوقت طويل، وانسحابها من غرفة الصف دون أن يشعر بخروجها.
8- بعد رجوع الطفل من المدرسة بالإمكان مفاجأته بحفلة بسيطة تُشعره بفرحتكم لذهابه إلى المدرسة، مما قد يزيد حماسه وفرحته في الأيام المقبلة.
9- استقبلي طفلك بكل حب واحضنيه بحنان، وبعد استقراره بين الأسرة من عناء أول يوم دراسي، اسأليه عمَّا حدث له، وعن أصدقائه في هذا اليوم، وما قاموا به، ومن هم أصدقاؤه الجدد.
10 لا تنسي قراءة قصة قصيرة لطفلك قبل نومه، ككقصة أول يوم في المدرسة لفاطمة المعدول ولتغريد عارف النجار... وغيرها من القصص، أو متابعة قصة كرتونية على اليوتيوب سويًّا، وذلك لتهيئته وتخفيف التوتر والقلق لديه.
نصيحتي لكل أب وأم:
اسأل طفلك كل يوم خلال أول أسبوع دراسي، بعد عودته من المدرسة، عمَّا قام به هو وأصدقاؤه في القاعة الصفية، وما تعلمه، وماذا كتب، وبعدها حاول ألا تسأله، وسيأتيك بنفسه يتحدث معك، هذه الطريقة ستكسبك أبناءً واثقين بأنفسهم وبآبائهم، فلا تُهمل هذه النصيحة، ولا تسخر بأي كلمة يقولها طفلك، حتى لو كانت من خياله، استقبلها بصدرٍ رحب.

eyaad579@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك