استثمار العلاقات مع دول العالم

علي بن بدر البوسعيدي

 

تتمتَّع السلطنة بعلاقات قوية متينة مع مُختلف دول العالم الشقيقة والصديقة؛ وذلك نابعٌ من السياسة الحكيمة التي أرسى قواعدها ووضع منهجها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم -حفظه الله ورعاه- وظهر هذا واضحاً في مدى الاحترام والتقدير، الذي تحظى به السلطنة من مختلف دول العالم أثناء تبادل الزيارات والمباحثات في مختلف المجالات.

ومن هذه الزاوية، يُمكن الإشارة إلى أن هذا الثقل الدولي والاحترام الذي تحظى به بلادنا يحتاج مزيدًا من الجهود لتوظيفه من أجل خدمة مصالح المواطنين في مختلف دول العالم؛ مثل: تسهيل الحصول على تأشيرات على سبيل المثال، وعلى الأقل التأشيرات السياحية؛ ترجمةً لما تتمتع به السلطنة وأهلها من سمعة طيبة في العالم.

ولا يخفى علينا أن هناك بعض الإجراءات التي تستغرق وقتاً طويلاً عند طلب الحصول على تأشيرة من أجل الذهاب إلى دولة ما للعلاج مثلاً، وهو أمرٌ من الصعب استمراره نظراً لأهمية الإسراع بإنهاء الإجراءات من أجل أن يتلقى المريض ما يحتاج من عناية طبية، وهو ما يسبب الارتباك للبعض ممن ينتظرون وقتاً طويلا حتى إنهاء إجراءاتهم، وتصدر الموافقة على السفر.

والغريب في الأمر أنَّ هذا لا يحدث مع بلدان أخرى يحصل مواطنوها على موافقات سريعة من أجل الزيارة؛ وذلك يكون في أغلب الأحوال نتيجة لسعي رسمي من مسؤول في هذا البلد لتسهيل إجراءات سفر مواطنيه، ونحن نطالب أن تقوم وزارة الخارجية بذلك استكمالاً لجهودها المشكورة والتي يعلم بها القاصي والداني، خاصة وأن عُمان تأتي في المقدمة دائما في مختلف التصنيفات التي تؤكد أنها تتمتع بالأمن والأمان وخالية من الإرهاب، وإذا توجهت بسؤال إلى أحد مسؤولي السفر والتأشيرات في دولة ما، حول أسباب تأخير إصدار التأشيرة للمواطن العُماني سيخبرك بأن الجهات المعنية بالسلطنة لم تتقدَّم بطلب من أجل ذلك.. فما هي الأسباب التي تدعو إلى عدم اتخاذ خطوات في هذا الصدد؟

لقد آن الأوان كي نناقش ونتحاور ونطرح اقتراحاتنا مع الجهات المعنية حول أهمية استثمار علاقاتنا المتينة مع مختلف دول العالم لصالح مُواطنينا؛ لكي يمكنهم السفر والتنقل بين البلاد بكل حرية ودون عراقيل، خاصة عند الحصول على التأشيرة، لاسيما وأنَّ هناك ما يتردد حول إعادة أسر عُمانية من وجهتها التي كانت ذاهبة إليها، وعلى سبيل المثال في جورجيا، وهو ما أدى لارتباك في ترتيباتهم، وسبَّب ضررا لهم ولأبنائهم ومرافقيهم، وهو ما يدعونا مرة أخرى للتساؤل حول الدور المنشود لتلافي هذا الأمر.