أحمد بن ماجد.. التاريخ والمستقبل

للعُمانيين صَوَلات وجَوَلات وبُطُولات في البحار، حتى سادُوها على مرِّ الأزمان، وكان لهم دَوْر بحري سجَّلته كتب التاريخ، لم يتحقق إلا برجال قدَّموا كل جهدهم وعلمهم، فاستحقوا أن يسطِّر التاريخ أسماءهم بماء الذهب، وعلى رأس هؤلاء أسد البحار الملاح العماني شهاب الدين أحمد بن ماجد، الذي تألق اسمه وتاريخه وإنجازاته، أمس، في مرباط، بتلك الندوة التي أقامتها المديرية العامة للتراث والثقافة.

وتأتي هذه الندوة استكمالاً لفلسفة ومنهج عُماني أصيل، يغترفُ أجمل وأروع ما في الماضي ليُكمل المضي بخطوات واثقة نحو المستقبل، بسواعد وعقول أبنائه تماماً كما فعل الأجداد وهم يَسْعَون حثيثاً في دروب المعرفة والعلم والبطولات، بينما يُسطِّرون صفحات التاريخ، وليقوم الأبناء والأحفاد باستكمال السَّير على نفس النهج، مستمدين عزيمة وقوة من فخرهم بتاريخهم وثقتهم في تحقيق ما يطمحون إليه، ويؤكدون جيلاً بعد جيل أنَّ لعمان بصمات ودورًا شديدَ الوضوح في نشر التسامح والأخلاق والقدوة الحسنة.

... إنَّ دور وأهمية ابن ماجد لا تتوقف عند حد كونه بحارًا فذًّا، يتردد اسمه في كل زمان مُقترنا ببطولات، بل أيضاً في كَوْنه عالِماً نجح في تطوير أدوات لازمة لعلوم البحار، واعتمد على النجوم والفلك؛ أي العلم ممتزجا بالبطولة.

تعليق عبر الفيس بوك