سليمان التمياط - السعودية
يطير فوق الكل؛ فوق كل شئ.
يطوف، يتلفت، يختار ويلتقط.
ليس غريباً عنا أبداً.
مشكلتنا معه أننا نظن أنه قاب قوسين مننا أو أدنى؛
بينما الواقع يقول: إنه هو القوسان ذاتهما
ونطلب من الذكاء فوق البشري حمل خطواتنا بعيداً.
أن يهزمنا ذلك موتٌ أخر.
أن نهزمه تلك حياةٌ إضافية.
صياغة هكذا اعتراف تتطلب شجاعة مؤقته:
هو كائن مؤدب حد الإغضاب.
ليته يرفع صوته ولو بمقدار درجتين من مؤشر الصوت
في أجهزة مذياع السيارات الفارهة؛
حين ينادينا بهمس لا نسمعه .
نحتاج كسر النمطيّة في طريقة إلقاء قصيدة فناء الطين.
نحن زبائنه؛
عليه أن يصبح زبوناً ويكون لحضوره ثمنٌ يستحق ذلك الحضور.
ولكن ذلك يحتاج شجاعةً تتجاوز أدبه الممقوت .
من الأشياء التي يستغربها زبائنه على الدوام
أنه يستغرب من نمطية السؤال الدائر بين الغرباء حين يلتقون
وهو يراقبهم برزانته المعهودة وبحرفية استخباراتية لم تنشأ بعد: من أين أنت ؟!
كيف تضيع عن أحدهم إجابةً مثل هذه :
أنا من قلب الطين. الطين القريب/ البعيد؛ الوسيم/ القبيح: قصيدة الفناء.