يُحسب للحضارة العُمانية منذ فجر التاريخ أنَّها تأسست على علاقات التعاون والمصالح المشتركة، وقدم العمانيون على مر العصور نماذج مضيئة من التواصل الإنساني مع مختلف الحضارات، ومنها الحضارة الهندية القديمة، ومنذ ذلك العهد أخذت العلاقات العمانية تتطور حتى بلغت ما هي عليه الآن من متانة وتنوع في مختلف المجالات.
والتئام الاجتماع الثامن للجنة العمانية الهندية المشتركة في مسقط بالأمس، إضافة جديدة في عقد العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أتاح الاجتماع الفرصة للجانبين أن يبحثا سبل تطوير التعاون القائم، لاسيما في مجالات الاستثمار المشترك وتعزيز التبادل التجاري، فضلاً عن الاستفادة من الخبرات الهندية في عدد من القطاعات في مُقدمتها قطاع تقنية المعلومات والاتصالات وعلوم الفضاء وإنترنت الأشياء وأيضاً البلوكتشين.
المباحثات العمانية الهندية ركزت على آليات جذب الاستثمارات وبصفة خاصة إلى المناطق الحرة في الدقم وصحار وصلالة، إضافة إلى تشجيع الاستثمار في قطاع الطاقة النظيفة، وتسهيل عبور الخضروات والفواكه مباشرة من موانئ الهند إلى السلطنة.
إن مثل هذه الجهود المشتركة بين البلدين، من شأنها أن تحقق تطلعات الشعبين الصديقين وتترجم المسيرة المتواصلة من العلاقات عبر الزمن، وذلك كله في إطار من الشراكة والتعاون البناء.
