"بيت الزبير" تصدر كتابا للدراسات النقدية حول الفنون البصرية في سلطنة عُمان

 

 مسقط -العمانية

صدر حديثًا عن مختبر الفنون بمؤسسة بيت الزبير كتاب «الفنون البصرية في سلطنة عُمان: من التراث إلى المعاصرة»، الذي يتضمن دراسات فنية نقدية لعدد من الأكاديميين العمانيين والمقيمين في السلطنة.

وقالت الدكتورة فخرية اليحيائية المشرفة على مختبر الفنون التشكيلية ومحررة الكتاب: "لا يخفى على المطلعين على الشأن الفني في السلطنة أن الفنون البصرية قد عبرت بخطوات متقدمة نحو المعاصرة حالها في ذلك حال الفنون في المنطقة الخليجية والعربية، وبحجم الممارسات الفنية يدرك المتخصصون أن الكتابات التنظيرية والنقدية لم تنل نصيبها من الاهتمام بل ليست بالقدر المنشود أو الموازي لمسار الممارسة العملية".

وأضافت "أن هذا الكتاب حصيلة الدورة الأولى لمسابقة مختبر الفنون في مؤسسة بيت الزبير، تنافس فيها باحثون من داخل السلطنة وخارجها، ولقد خضعت البحوث المقدمة في المسابقة للتحكيم العلمي من قبل أكاديميين متخصصين في المجال لتكون ذات مصداقية يعتد بها، ويكون هذا الكتاب من أهم المراجع العلمية للباحثين والمهتمين بالشأن الفني في السلطنة".

ويحتوي الكتاب الذي يقع في 219 صفحة على ستة فصول، الأول جاء بعنوان «عمان في عيون المستشرقين المعاصرين» للكاتب الدكتور محمد بن حمود العامري يتناول مساهمة الموقع الجغرافي لسلطنة عمان في جعلها محط أنظار العالم بغض النظر عن تنوع الأسباب التي جعلت من عُمان بقعة جاذبة للمستشرقين.. كما كانت المقومات الحضارية والثقافية والتاريخية والطبيعية والمظاهر الاجتماعية مثيرات بصرية ومقومات للبنية الجمالية في أعمال المستشرقين، وهو ما شكل اهتمام الباحث لتسليط الضوء على دراسة وتقصي إبراز تلك المقومات الثقافية التي تحولت إلى عناصر جمالية لأعمال فنية تقدم عمان للعالم.

وهدفت دراسة العامري إلى إظهار الأبعاد الجمالية في لوحات وأعمال المستشرقين المعاصرين الذين رسموا عن عمان في أزمنة مختلفة، وتحليل بعض الرموز والمفردات التشكيلية التي كان لها حضور في النصوص البصرية المقدمة من قبل هؤلاء الفنانين، والتسجيل والتوثيق لظاهرة الاستشراق في تاريخ سلطنة عمان وربطها بالفن التشكيلي العماني بشكل خاص .

الفصل الثاني حمل عنوان "تجليات معاصرة لفن الخزف العماني" للدكتور بدر المعمري وتضمن محاولة رصد حضور فن الخزف العماني المعاصر في المشهد التشكيلي العماني في السنوات الأخيرة في طابع حداثي ومواكب لحركات الخزف المعاصر بعد انقطاع طويل".  

أما الفصل الثالث فقد حمل عنوان "نصوص نقدية في الفن التشكيلي بين القراءة والتحليل"حيث قدم فيه الدكتور وسام عبد المولى دراسة عن واقع الحركة النقدية في سلطنة عمان، وسلط الضوء على دراسة أهم ثلاثة مراجع تناولت بالقراءة والنقد مجموعة هامة من الفنانين التشكيليين العمانيين وهي كتاب "الفن التشكيلي في عمان" الذي نشر في سنة 2006 عن المنظمة العربية للتربية للثقافة والعلوم لمؤلفيه فخرية اليحيائية ومحمد العامري، وكتاب "الفن التشكيلي المعاصر في عمان" للكاتب شوكت الربيعي الصادر عن منشورات مؤسسة الرؤية للصحافة والنشر مسقط 2007، أما الكتاب الثالث فكان عبارة عن حصاد الندوة التي أقامها المنتدى الأدبي في محافظ مسقط 2011 بالتعاون مع الجمعية العمانية للفنون التشكيلية وهو كتاب "الفن التشكيلي العماني: واقع الممارسة ومداخل التجريد.

وقدمت إيمان بن عياد في الفصل الرابع دراسة بعنوان "عمارة المساجد العمانية، بين التراث والمعاصرة: دراسة مقارنة"هدفت من خلالها الى القاء الضوء على دراسة مجموعة العناصر الفنية والقيم الجمالية لنماذج من المساجد العمانية القديمة والحديثة لتبيان قيمة ثراء العلاقة بين القديم والحديث في العمارة الدينية العمانية بصفة عامة، ودراسة أثر التفاعل بين التراث والمعاصر في النظر إلى المعمار والتصميم بصفة خاصة.

وفي الفصل الخامس قدم الدكتور مروان عمران في دراسته بعنوان "إشكالية البناء اللوني في أعمال الفنانين العمانيين الشباب.. دراسة تحليلية" ليناقش واحدة من الإشكاليات العامة المرتبطة بضبط وتحليل علاقات الألوان في العمل الفني التصويري. ونمط هذ المشكلة كما يراها الباحث يتحدد في عمليات الكشف عن إشكاليات البناء اللوني في أعمال الفنانين المصورين بشكل عام والمصورين والرسامين العمانيين الشباب بشكل خاص،من خلال الكشف عن بعض الخلل في علاقات البنية اللونية في الأعمال الفنية المرسومة. وخصص الفصل الأخير (السادس) لدراسة قدمتها الدكتورة فخرية اليحيائية بعنوان "الفنون البصرية في سلطنة عمان: رحلة العبور بالتراث إلى المعاصرة" على تجارب بعض الفنانين الذين عبروا بالتراث إلى المعاصرة.

وتعرضت الباحثة فيه إلى أهم اشكاليات مفهوم المعاصرة في الفنون والتي أصبحت من القضايا الشائكة بسبب التيارات الفنية المتعددة التي غزت العالم والتي ولدت قلقا شديدًا بين مؤيد ومعارض. وتؤكد الباحثة أن التراث والهوية يواجهان خطرا إذا لم يدرك المختصون كيفية المحافظة عليهما في ظل المساعي لخوض غمار المعاصرة.

 

تعليق عبر الفيس بوك