تباين الآراء حول "هوس الشراء" لدى النساء.. وفتيات: ترفيه عن النفس

 

 

الرؤية - نوف الحراصية

 

تعشقُ المرأة كلَّ ما يُبعدها عن التوتر وضغوط الحياة اليومية، ومن بين ذلك التسوق؛ حيث تعتبره جزءا أساسيا من سعادتها، ولكن عندما يخرج الأمر عن السيطرة، ويزيد على الحد، تتحول تلك المتعة إلى اضطراب وهوس.. وقد استغلت الحملات الترويجية التجارية ذلك، فتفنَّن أصحابها في تقديم العديد من المغريات التي تساعد على زيادة هذا الهوس.

ويقول معاذ الصالحي إخصائي نفسي: إن هوس الشراء عند النساء مسألة لها امتداد تاريخي؛ حيث إنه وفي العصور القديمة كان يذهب الرجل ليصطاد الفريسة كما لو أن لديه هدفا محددا، بينما كانت المرأة تذهب لجني الثمار فتأخذ وقتا طويلا لتختار من بينها، هذا الأمر قد تطور مع تقدم الحياة ونشأة الأسواق التجارية التي توفر السلع بأنواع وألوان مختلفة، إضافة إلى حضور الإعلانات التي تجذب المشاهد، ثم إن الأمر يرجع أيضا لطبيعة دور المرأة؛ فهي تفكر في الأمور الصغيرة والكبيرة بحكم أنها تعمل في تنظيف البيت وطبخ الطعام وتربية الأطفال والعديد من المسؤوليات في آن واحد.

وتقول أميمة العامرية طالبة في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية: أصل إلى مرحلة الهوس في الشراء من أجل الترفيه عن النفس، وتمضية وقت الفراغ، وأحب أن أتعرف على الأشياء الجديدة التي تطرح في الأسواق أولاً بأول لمواكبة الموضة، وأيضا لأن الإعلانات عن المنتجات تجذبني بشكل كبير، فعندما أطلب منها غرضا معينا، فلابد أن أطلب مع الغرض شيء آخر. أعتقد أن الإعلانات عن المنتجات هي السبب الرئيسي وراء ذلك.

وحول السمات التي تعرف المرأة من خلالها أنها مصابة بهوس الشراء، يقول معاذ الصالحي: إن الدراسات أثبتت أن المرأة تشعر بالملل أثناء التسوق بعد ساعتين، بينما يشعر الرجل بالملل بعد 26 دقيقة فقط من بداية التسوق؛ فإذا زادتْ مدة التسوق عن المعدل الطبيعي فهذا مؤشر على وجود هوس التسوق. ويضيف: من جهة أخرى، حين تستمتع المرأة بشراء ما لا تحتاجه ولن تنتفع به، ثم تندم عليه، وتكرر خطأ الشراء مرة أخرى، فهذا يعد من أبرز مظاهر هوس الشراء عند النساء.

وتقول رقية بقلاني إخصائية اجتماعية: إن من بين السمات التي تعرف المرأة من خلالها أنها مصابة بهوس الشراء: كثرة متابعتها للبضائع في وسائل التواصل الاجتماعي، وتكرار الخروج إلى السوق، وفي حال عدم الذهاب تشعر بالضيق وعدم الراحة.

وحول إمكانية إصابة الرجال بهوس الشراء، يقول الصالحي: احتمال إصابة الرجال باضطراب هوس الشراء قليل جدا مقارنة بالمرأة، فهي أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب؛ حيث تشير الإحصاءات إلى أن 80%، وبعض الإحصاءات 90%، من المصابين بهوس الشراء هم من فئة الإناث، وهذا لا ينفي أن الرجل لا يصاب بهوس الشراء.

بينما تقول أميمة العامرية: لوسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي دور في زيادة هوس الشراء لديَّ، وأعتقد أنها الأساس؛ حيث تروج للمنتجات بشكل جذاب يدفع الناس إلى تجربة المنتج وشرائه.

وحول العلاج المناسب، تقول رقية بقلاني: لابد أن تكون هناك قناعة داخلية بأن هوس الشراء حالة نفسية لابد من التخلص منها، وأن تكون لديها قناعة بأن لا تربط السعادة والترفيه عن النفس بهوس الشراء، وأن لا تقارن نفسها مع الأخريات، وعليها أن تشغل الوقت بأشياء مفيدة تعود بالنفع لها ولأسرتها.

ويضيف الصالحي: يجب  أولا كتابة ما نحتاج إليه في قائمة قبل الذهاب إلى التسوق، والالتزام بشراء ما تم كتابته فقط. أما بالنسبة لمن فقدت السيطرة على نفسها ومالها، فيجب عليها مراجعة طبيب نفسي أو معالج معرفي سلوكي لتطوير وتنمية عادات صحية بديلة من خلال البرامج والجلسات العلاجية.

تعليق عبر الفيس بوك